احترام قواعد المرور للسائق ومستخدم الطريق دليل على ارتقاء الوعي المروري في المجتمع، وتزداد هذه الأهمية في المواقع ذات البعد الإنساني المتمثلة في المستشفيات والمدارس، فتجد دول العالم تضع من الضوابط والغرامات الكبيرة لكل من لا يلتزم بها لا لشيء إلا لضرر نتائجها السلبية.
وفي كل دول العالم تجد العلامات المرورية منتشرة حول المستشفيات تمنع استخدام بوق السيارة أو ما يسمى «الهرن» منعا لإزعاج المرضى الذين بأمسّ الحاجة للراحة لما يعانونه من حالات مرضية وتضع الغرامات لمن لا يلتزم بها.
والكويت ليست بمنأى عن العالم وما فيها من مستشفيات، ولكن لا تجد أي لوحة مرورية تمنع استخدام الهرن.
أشير إلى ذلك نظرا لطارئ صحي ألزمني الدخول للمستشفى ومازلت في منطقة بنيد القار وهي منطقة مزدحمة، لكن للأسف الشوارع المحيطة بالمستشفى تشهد فوضى مرورية وضجيجا لا يقف وإزعاج أبواق السيارات التي لا تصمت نظرا لإيمان أصحاب السيارات بعدم وجود رادع لهم.
إن نظرة الأمم تقاس بمدى الوعي لدى عامة الناس والالتزام بالقانون، وكذلك بقوة التشريعات، ونحن في الكويت كل ما نحتاجه هو فقط تفعيل قانون المرور حول المستشفيات ووضع العلامات المرورية الإرشادية وإعادة تنظيم استخدام الطرق بأن تكون باتجاه واحد.
وإنني على يقين من أن الأخ اللواء جمال الصايغ يتسع صدره لمثل هذا الاقتراح والذي يشاركني فيه كل عاقل وأن يأمر فورا بتفعيل قانون المرور وإعادة تنظيم الشوارع، وخاصة أن لديه إدارة هندسة الطرق بمديرها الناجح ومهندسيها المقتدرين بما لديهم من خبرة في وضع الحلول الناجعة وتخفيف آلام المرضى وعدم زيادتها نظرا لعدم التزام العديد من مستخدمي الطريق وانعدام الحس الإنساني لهم بوجود مرضى يحتاجون كل رعاية داخل المستشفى والمنطقة المحيطة به.
إننا إذ نقدر دور الإدارة العامة للمرور نأمل من اللواء الصايغ العمل فورا على اتخاذ اللازم تجاه الفوضى المرورية بالقرب من المستشفيات ووضع الإرشادات المتضمنة الغرامات والعلامات المرورية التي تحدد اتجاه الطريق.
