بك بعد الله نعتصم – بقلم : اللواء الركن م.مساعد خزام الحمدان
العَلم يعد أحد وأهم الرموز الوطنية لدى شعوب العالم على الإطلاق لما له من قدسية ومنزلة كبرى، وعلم الكويت من الأعلام المميزة وألوانه مستوحاة من شعر الشاعر/ صفي الدين الحلي:
وإنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا سود مواقعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
في يوم الاثنين الماضي الموافق 1 فبراير 2021 رفع علم الدولة الخفاق إلى عنان السماء، تعبيرا لروح الانتماء، الذي يحمل في طياته الولاء، وتجديدا للعهد والوفاء، وقد قال الشاعر/ جميل صدقي:
عش هكذا في علو أيها العلم
فإننا بك بعد الله نعتصم
وقد حث ديننا الحنيف على حب الوطن والوفاء له كما جاء في الحديث برواية عن ابن عباس يصف فيها حبه لمكة «ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك».
وهذا الشاعر/ ابن الرومي، يصف حبه وتمسكه الشديد للوطن، واعتزازه وارتباطه به على مدى الدهر فقال:
ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
اليوم وطننا بأمسّ الحاجة إلى وقوفنا بجانبه، وليس بالضرورة أن نكون جميعا جنودا نحمل السلاح، ولكن هناك أدوارا أخرى كل بحسب فنه من ساسة ومفكرين «أيديولوجيين» واجتماعيين ومبدعين، وذلك لرفعة شأن الدولة وتقوية أبعادها الوطنية.
إن الإحساس بالمسؤولية نحو الوطن، واستشعار مظاهر معينة يكون من شأنها الإخلال بالأمن بمفهومه الشامل يعرف ذلك «بالحس الأمني»، وان الحفاظ عليه لا يقتصر على العاملين فقط في الأجهزة الأمنية، بل على جميع فئات وأفراد المجتمع باعتبار أن الأمن مسؤولية الجميع، وهو يمثل أحد المقومات الأساسية لنجاح عملية التنمية والنمو والارتقاء بمختلف المجالات كي ندرك معنى «يد تبني ويد ترفع السلاح»، ويتحقق ذلك في الالتزام بالسلوك المنضبط، الذي يؤدي إلى ترابط النسيج الاجتماعي، والذي يقوي مظاهر الانتماء والولاء والتضامن بين الشعب والحكومة، مما يحقق لنا الأمن الوطني وحمايته ورسم سياسته ودعمها.
إذن: التفافنا حول العلم هو اصطفافنا نحو قيادتنا الرشيدة صفا واحدا كالبنيان المرصوص لا ينكسر، بل الضمان الحقيقي للوحدة الوطنية وتلاحمها وتمسكهم بثوابتها، فهي دفع لعجلة التنمية وازدهارها في طريق التقدم والنمو، فتحقق لنا الأمن والسلام والاستقرار.
يقول روبرت مكنمارا وزير الدفاع الأميركي السابق «الأمن ليس هو المعدات العسكرية وان كان يتضمنها، والأمن ليس النشاط العسكري وان كان يشمله، إن الأمن هو التنمية، فبدون تنمية لا يمكن أن يوجد أمن، والدول النامية التي لا تنمو في الواقع لا يمكن ببساطة أن تظل آمنة». ودعاء إلى الله سبحانه وتعالى: أن تظل أعلامنا ترفرف في سمائنا، زاهية سامية صاعدة عالية خفاقة إلى عنان السماء.. ودمتم ودام الوطن.
قال أبو العتاهية:
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر