ديون البنات والزوجات – بقلم : د .عبدالهادي الصالح
أحد أسباب مشكلة القروض التي تثقل كاهل الأسر الكويتية وتؤرقها، إجبار بعض الآباء لبناتهم، أو الأزواج لزوجاتهم، والضغط عليهن للاستقراض أو توكيلهن لشراء عقارات أو سيارات فارهة أو للدخول في مشاريع تجارية فاشلة يكتنفها الخداع والتدليس، مصيرها كلها هموم تشل العقل والبدن، ثم السجون وتشتيت الأسرة! وهي تصرفات تنم عن استغلال رواتب البنات والزوجات بلا رحمة ولا شفقة، بحجة أن الآباء صرفوا عليها من الطفولة حتى الكبر، وكأن واجب الإنفاق على الصغار دين واجب السداد، والزواج وكأنه مشروع استعباد للزوجة واستغلالها تجاريا، تحت تهديد الطلاق وحرمانها من حضانة أولادها، أو الزواج عليها! وبالعكس لا ينجو من هذا الاستغلال البشع بعض الأبناء والآباء والأزواج، لكن تبقى المرأة – الابنة أو الزوجة – هي الحلقة الأضعف، وهذا من صور قسوة القلب وانعدام الرحمة والشفقة.
ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة في زوجته السيدة خديجة عليها السلام، فتاجر في أموالها بطلب منها، فكان الصادق الأمين.
وفي كريمته السيدة فاطمة الزهراء الذي كان يكرمها ويحترمها، حتى قال «.. إن فاطمة بضعة مني، وهي نور عيني، وثمرة فؤادي، يسوءني ما ساءها، ويسرني ما سرها..». ووصفها بأنها «أم أبيها».
أما زوجها الإمام علي عليه السلام فيعبر عن إخلاصه وحبه لها، فيصف حزنه عليها «.. أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد، وهم لا يبرح من قلبي..» (ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام في 20 جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية).