دراسة في الإكثار من السياسة مشعل السعيد
لقد طفح الشعب الكويتي سياسة حتى أصيب بالتخمة وهو مرض لم يتوصل الأطباء حتى اليوم الى علاج ناجع لهذا الداء العياء، ولكن شريعتنا السمحاء أمرتنا بالقصد في كل شيء، ومن العجائب أن الأطفال عندنا يتحدثون بالسياسة، ويتفننون في وضع الحلول لها، ولم يبق إلا الرضع والعجائز، تصوروا أيها السادة ان السائق في البيت يسأل (معزبه) عن السياسة ومن الصباح الباكر وعلى الريق ولله الأمر من قبل ومن بعد، كثير من الناس اصبح الحديث سياسة الكويت في الداخل والخارج مثل الوجبة الرئيسية التي يتغذى عليها جسم الإنسان، ناهيك عن الشعارات التي يستخدمونها، خلال أحاديثهم الصباحية والمسائية، ولم اسمع أحدا من هؤلاء يقول بملئ فمه “شكرا ياكويت” يأخذون من الكويت كل شيء ويبخلون عليها بأبسط حقوقها عليهم، بربكم هل سمعتم أحدا منهم يقول: نموت نموت وتحيا الكويت؟ وهل سمعتموهم يقولون: كلنا للكويت والكويت لنا؟ الحاصل ان الوطنية ضعفت والانتماء اضمحل، والمصلحة الشخصية هي الغالبة ولا غالب الا الله وحده، ولو ابتلانا الله بغزو ثان لعرف من يتذرع ويتدرع بالسياسة قيمة الكويت، واننا لاشيء بلاها، وان الله حبانا بنعمة منعها عن غيرنا، ولو التهى كل انسان بشئون نفسه لما وصل حال الكويت الى ماوصل إليه اليوم، الا يعلم مغرم السياسة وعاشقها ان الامن والامان نعمة تستوحب الشكر، وما الذي استفادته الكويت منكم؟ تبا لمن لايرعوى ويأخذ الحق من نفسه، ونحن براء ممن يقدم مصلحته على مصلحة الكويت، لقد بات واضحا أنه لم يعد للسياسة طعم بل أصبحت ماسخة، ونحن كشعب نريد الكويت ولانريد سياسة تجعلنا أحزابا محزبة تضعف امننا الوطني وتجعلنا نكره بعضنا البعض، الكويت رائعة فكونوا رائعون، وأترككم في رعاية الله.