إحالة قيادي سابق أو محاكمة قيادي حالي أو التحقيق مع مجموعة قياديين بتهم كلها تتعلق بالفساد والاستيلاء على المال العام يجب ألا تبقى أخبارها مبتورة الأسماء أو ناقصة من أسماء أولئك القياديين.
تمتنع الصحف بموجب القانون أو بسبب أن ذلك القيادي وجد له محاموه ثغرة وخرج من القضية ويمكن أن يعود على الصحف بقضايا رد اعتبار، وأحيانا تمتنع الصحف لاعتبارات اجتماعية، وهي اعتبارات لا مبرر لها ولا مسوغ لها في عالم الصحافة الذي يقر بقدسية الخبر بكل مضامينه كالأسماء والأمكنة والحادثة وزمنها وكيفية حصولها.
وفي قضايا المال العام تحديدا يجب أن يقدموا تعديلا على القانون يسمح بموجبه بنشر اسم القيادي الفاسد منذ بدء إحالته إلى النيابة العامة مرورا بالدرجات الثلاث لمحاكمته، وان يكون من نشر أو تداول اسمه سواء صحيفة أو قناة تلفزيونية أو مغرد محميا بموجب القانون من أن يعود عليه المتهم بقضية رد اعتبار.
***
يجب إعلان أسماء الفاسدين مقرونة بمناصبهم الحالية أو السابقة وإعلام الناس بهم، ولا مراعاة لأي عرف اجتماعي لفاسد، فبما أنه تجرأ وسرق من مالي ومالك، الذي يفترض به أن يكون المال العام، فالأولى مقابلة جرأته على المال العام بأن ينور اسمه الثلاثي صدر الصحف، وأعتقد أن هذا التشهير والإعلام باسم الفاسد من أبرز التعديلات التي يجب أن يتضمنها تعديل النواب على مشروع تعديل قانون المال العام المرتقب والذي بموجبه ننتظر تغليظ العقوبات.
***
أما القائل بأنه فرد من أفراد المجتمع وله أسرة وعائلة وأبناء وتخشون على مشاعرهم، فسلامة مشاعرهم وسلامة مشاعر أبوهم الحرامي، ومن يتبنى هذا القول أقول له: ما رأيك أن لصا سطا على منزلك وسرق كل شيء وبالتالي عند القبض عليه يطلبون منك ألا تفضحه وأن تحافظ على مشاعر أبنائه وزوجته ووالدته العجوز ووالده الطاعن في السن، طبعا لن تقبل ولن ترضى، وبالتالي لا تقبل لهذا الأمر على سارق للمال العام، ويجب فضحه أمام المجتمع وأمام أفراد عائلته قبل غيرهم.
***
الحريصون على سمعة حرامي المال العام لماذا لا يحرصون على سمعة صغار المدينين الذين تباع سياراتهم المصادرة لصــالح أفراد أو شركــات بـ 1000 أو 2000 دينار وتنشر أسماؤهم الخماسية أحيانا في الجريدة الرسمية مقابل اسم الدائن.
***
نعم، يجب فضح لص المال العام الفاسد، ويجب ألا تكون له كرامة بيننا، ويجب ألا نتحسس في مراعاة أسرته أو أمه أو أبيه أو أبنائه، فأبوهم أو ابنهم حرامي، وكان يفترض عليهم التساؤل من أين جاء بكل تلك الأموال وهو موظف حكومي، عائلته غالبا تعلم انه حرامي لكن لأنه والدهم أو ولدهم يغضون الطرف.
فمن أين له بالملايين وهو الذي لا يملك سوى راتبه الحكومي الذي حتى وان بلغ 20 ألف دينار لن يحقق المليون الأول؟!
***
إعلان أسماء القياديين المتهمين بقضايا فساد هو نوع من أنواع الردع الواجب اتباعه.
