جميع الناس وبلا استثناء يحمدون الله ويثنون عليه أن منّ علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومنها ما نشهده من تطور تكنولوجي يفوق التصور في الكثير من الأحيان والذي يتم استثماره في مجالات متعددة لم يعد بإمكان الإنسان في عصرنا الاستغناء عنه أو تجاهله.
وعندنا في الكويت أصبحت معظم الوزارات والمؤسسات والهيئات والجهات الحكومية وحتى الخاصة تتسابق في تقديم خدماتها وإنجاز معاملاتها إلكترونيا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن للأسف هناك أشخاص غير قادرين على القيام بواجباتهم وتنفيذ أعمالهم بالأمانة المطلوبة وبالإخلاص الذي ينشده المواطنون، محاولين وضع العصي في عجلة الإنجاز وحتى إحباط زملائهم الراغبين في العمل، وهم أصحاب مقولة وشعار «السيستم عطلان»، و«مرنا باجر»، و«المسؤول مو موجود ولازم تأشيرته» وغيرها من الحجج والأعذار التي بات الكثيرون يسمعونها بشكل شبه يومي وبصورة تمنعهم حتى من الشكوى لأن «السيستم عطلان»!
لكن ما يثير الشفقة والاشمئزاز في ذات الوقت أن الكثيرين من هؤلاء غالبا ما يدعون النزاهة والأمانة، وربما في بعض الأحيان يكونون الأكثر تنظيرا ووقاحة في انتقاد الآخرين والحديث عن الحلال والحرام وهم يأخذون رواتبهم من غير تعب أو إنجاز وكأن حضورهم لأداء البصمة فقط وليس لاستقبال المراجعين وتيسير أمورهم وإنجاز معاملاتهم من غير تعسف أو تعطيل لأن هذا المراجع أو ذاك لا واسطة له أو لا يعرف كيفية التصرف مع البعض من هذه العينات المريضة بداء قلة الضمير.
ونقول لجميع إخوتنا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا الموظفين في أي من الجهات: إن قمة الراحة النفسية تكون براحة الضمير وأداء الأمانة وعدم الإضرار بالناس وبمصالحهم وعدم التفرقة والتعامل بتعال وفوقية، ولكل مسؤول ومسؤولة أن يتقي الله وأن يؤدي واجبه ويتابع أعمال وأوضاع الموظفين المسؤول عنهم لأنه مسؤول أمام الله أولا قبل الخلق.
٭ موظف غريب: جهود كبيرة تقوم بها الهيئة العامة لذوي الإعاقة في بلادنا، ولعل ما يضيع الكثير من هذه الجهود التعامل غير الراقي من مسؤول الاستقبال في صالة المراجعين، الذي نسي أنه يتعامل مع أشخاص من فئة خاصة وهم كمعاقين أو أولياء أمور لمعاقين بحاجة إلى الابتسامة والشعور بالأمان والراحة أكثر من غيرهم، فإذا كنت غير قادر على ذلك فالعمل في قسم لا علاقة له بالجمهور أفضل لك.. وربما تنجح أو لا تنجح.
