كلمات لاتنسى … أفادتنا القناعة أي عز ولا عزا أعز من القناعة ،،، بقلم / مشعل السعيد
صدق هذا الشاعر وبر فلاعزا أعز من القناعة، وكانت العرب تقول : خير الغنى القنوع، وشر الفقر الخضوع، وقالوا أيضا : القناعة كنز لا ينفد، وشر الفقر الخضوع وخير الغنى القناعة، يقول بشر بن الحارث:
أفادتنا القناعة أي عز
ولا عزا أعز من القناعة
فخذ منها لنفسك رأس مال
واجعل بعدها التقوى بضاعة
تحز حالين: تغنى عن بخيل
وتسعد في الجنان بصبر ساعة
وعلى نفس السياق يقول محمد بن حميد الأكاف :
تقنع بالكفاف تعش رخيا
ولا تبغ الفضول من الكفاف
ففي خبز القفار بغير أدم
وفي ماء القراح غنى وكاف
وفي الثوب المرقع مايغطي
به من كل عري وانكشاف
وكل تزين بالمرء زين
وأزينه التزين بالعفاف
وفي القناعة يقول عبدالعزيز بن سليمان الأبرش أيضا:
إذا المرء لم يقنع بعيش فإنه
وإن كان ذا مال من الفقر موقر
إذا كان فضل الناس يغنيك بينهم
فأنت بفضل الله أغنى وأيسر
والقناعة أيها السادة الطريق السالك الى الحياة الطيبة، والرضا بما قسمه الله لنا ،أما صاحب بيت الشعر فهو الإمام العالم الزاهد المحدث القدوة بشر بن الحارث ابن عبدالرحمن بن عطاء، ابو نصر المروزي البغدادي، المشهور ببشر الحافي المولود سن اثنتين وخمسين للهجرة، رحل في طلب العلم حتى صار من أشهر العلماء وكان رأسا في الورع والإخلاص، وكان يقول : الجوع يصفي الفؤاد ويميت الهوى ويورث العلم الدقيق، وكان الإمام أحمد بن حنبل يثني عليه ويقول : لو كان بشر تزوج لتم أمره ،ومن أقوال بشر الحافي المأثورة :
غنيمة المؤمن غفلة الناس عنه وإخفاء مكانه عنهم ، والتكبر على المتكبر غنيمة،
إذا أراد الله تعالى أن يتحف العبد سلط عليه من يؤذيه، لو علمت أن أحدا يعطي لله لأخذت منه، ولكنه يعطي بالليل ويحدث بالنهار، الصبر الجميل هو الذي لاشكوى فيه للناس، وقد سمي الحافي لأنه كان لا يمشي الا حافيا، ولما مات اجتمع في جنازته أهل بغداد عن بكرة أبيهم وكان ذلك عام سبع وعشرين ومئتين وكان بشر في شبيبته شاطرا ولم يكن على سيرته حميدة ثم أصاب في طريقه ورقة مكتوب فيها اسم الله تعالى وقد وطئتها الأقدام، فأخذها واشترى بدراهم كانت معه غالية فطيب بها الورقة وجعلها في شق حائط، فرأى في منامه قائلا يقول له:
يا بشر طيبت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة، فلما تنبه من نومه تاب، والحديث عن هذا الرجل لايسعه هذا المكان ، أكتفي بهذا القدر ودمتم سالمين.