أحمد الجارالله يكتب: إيران لا طالت بلح الشام ولا عنب اليمن
بدأت أوراقُ الأوهام الصَّفراء الإيرانية تتساقط أمام عاصفة الحقيقة، التي حاول قادة نظام الملالي تزييفها بألوان الشعارات الثورية والنصر الإلهي، حتى بات ينطبق عليهم المثلُ الشعبيُّ: “لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن”، فهم يخسرون يومياً في سورية، الذين أرادوا جعلها “مقبرة الغزاة الأميركيين”، فيما نعوش مُقاتلي الحرس الثوري تزدحم في مطار دمشق انتظاراً لنقلها إلى طهران.
أما “عنب اليمن”، الذي فاتهم موسمُهُ، فقد جاء الجواب على الصواريخ الإيرانية التي يُطلقها الحوثي على المملكة العربية السعودية من الإدارة الأميركية الجديدة، التي راهنت طهران على أنها ستكون مُختلفة عن سابقتها، ليُظهر الرئيس جو بادين أنه أكثر حرصاً من دونالد ترامب على العلاقات مع دول الخليج، عبر مُطالبته العلنية بكفِّ اليد الإيرانية فوراً عن اللعب في اليمن، وتعهُّده الواضح بمواصلة التعاون مع المملكة العربية السعودية ودعمها لمواجهة التهديدات وحماية سيادتها وأراضيها.
هذا الموقف الأميركيُّ قابله، سريعاً، وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بموقف تنازلي وقال: “نمدُّ يدَنا إلى الرياض وندعوها إلى مدِّ يدها إلينا”، وهو كلام يختلف عما أشاعه قادة طهران منذ سنوات عن تدمير السعودية ودول الخليج العربية.
قبله كانت هناك رسالة أكثر وضوحاً من مساعد رئيس البرلمان حسين أمير عبد اللهيان عبر تصريح جاء فيه: “إيران أهم جار للسعودية ويُمكنها التعويل علينا في الظروف السيئة”. وهذا الكلام المُغلف بالعنجهية الفارسية المعهودة، ليس أكثر من عرض “ستربتيز” سياسي، يخلع فيه نظام الملالي ملابسه قطعة… قطعة، ومع كل واحدة منها تظهر بشاعته أكثر، وضعفه أيضاً إلى حد أنه أصبح كالقط المحشور في الزاوية لا يقوى على غير المواء، لكنه مواء طبل أجوف من الداخل، ومجرد صوت في الخارج، كما يقول العراقيون.
طوال 42 عاماً من الحكم أنفق الملالي مئات مليارات الدولارات على مشاريعهم العسكرية والنووية، ودعم الإرهاب في دول عربية وأفريقية وغربية، لكن كانت نتيجة ذلك صفر فائدة، فلا “حزب الله” أحكم قبضته على لبنان، بل إنه اليوم يقتل مُعارضيه المُسالمين؛ لأنه يخاف من كلمتهم الجريئة، ولا طواويس طهران استطاعوا بسط سيطرتهم على العراق الذي يثور يومياً عليهم، بينما تحوَّلت عملياتهم لتخريب البحرين وبالاً عليهم، وخلاياهم الإرهابية في الكويت والسعودية زادت من عزلتهم الدولية والإقليمية.
أمام هذه الصورة، فإنَّ التهديدات التي يُطلقها المرشد الإيراني وبعض قادته عن تدمير القوات الأميركية في الخليج، أو ضرب السعودية وإنهاء إسرائيل، ليست أكثر من مساحيق تجميل إعلامية موجهة إلى الداخل، فهؤلاء يُدركون جيداً أنَّ أيَّ طلقة تُطلقها قواتُهم على السعودية أو القوات الأميركية أو إسرائيل ستُقابل بـ”تسونامي” ناري لا قبل لإيران به، بعدما دفعها نظام الملالي إلى عين العاصفة، وبات يصدُق عليها المثل العربي: “على نفسها جنت براقش”.