يتذكر العالم كيف كان صدى الصحف الورقية وتأثيرها السياسي والإعلامي في الماضي القريب، وسوق الإعلان الكبير بهذا المجال، وكيف جاء التحول الرقمي وسحبت وسائل التواصل الاجتماعي التأثير وسوق الإعلان من الصحف الورقية، فأصبحت خاوية على عروشها.
ومن منا لا يتذكر الهواتف النقالة في بداية التسعينيات، سلسلة هواتف «انطلق»، وفي بداية الألفية الثانية شركة نوكيا العملاقة ثم بلاك بيري الشهيرة وأخيرا الهواتف الذكية آيفون وسامسونج وجالاكسي، وكيف دارت الأيام على الشركات تباعا.
ولعلنا نرى اليوم انطلاق سيارات تيسلا والتحول التدريجي للسيارات من استخدام الوقود إلى الطاقة الكهربائية.
ولم يقف التغيير في السيارات فقط، بل أصبحنا نرى التحول الكبير في إنتاج الطاقة والاعتماد على الطاقة البديلة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية الصديقة للبيئة.
ففي الحياة القاعدة تقول إن البقاء للأقوى، والقوي هو القادر على أن يتطور وينهض بنفسه ومن يقف ولا يتحرك من مكانه، فمصيره الدمار والهلاك والتراجع.
ولعل ذلك يقودني لإيصال رسالة مهمة وحساسة لمن لهم القرار في هذا البلد، بأن الاعتماد على النفط وحده، دون التحرك الفعلي والجاد لإيجاد مصادر دخل بديلة وإضافية ستكون نتيجتها الحتمية دخولنا في الحيط، فنحن في آخر أيام النفط.
على الحكومة مسؤولية مهمة في تنويع مصادر الدخل (فعليا) وليس نظريا حتى لا نصدم فجأة بتخلي العالم عن النفط وهو مصدرنا الوحيد والرئيسي.
فهل تعي السلطتان التنفيذية والتشريعية هذه المعضلة وتستشرفان المستقبل، ويعملان معا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!
كنا نسمع شعارات إيجاد بديل عن النفط منذ عقود، لكننا لم نر أي خطوات على أرض الواقع.
نحن في خطر حقيقي، ففي زمن ليس بعيد لن نجد أحداً يشتري نفطنا، وستكسد بضاعتنا.
سياستنا الاقتصادية التي تعتمد على بيع النفط الخام يجب أن تتطور لتشمل الصناعات النفطية المساندة بشكل أكبر مثل البتروكيماويات والبلاستيك وغيرهما من المشتقات النفطية.
المطلوب لا يحتاج إلى عصا ساحر أو معجزة، بل إرادة وقرار.
فهل من مجيب؟!
Al_Derbass@
