بقلم : يوسف عبدالرحمن
يبيله چاره، أي حلّ!
عندما يقولها الكويتي في «سستم الحكومة» يبيله چاره، فهذا يتطلب أن نحرص على إيجاد حلول لكل هؤلاء المواطنين والوافدين الذين أحيانا يذهبون من الفجر إلى الدوائر الحكومية على اختلافها، وأحيانا يكون (الموظف) زهقان وما له خلق على طول ما يتسلفها يقول لك «السستم خربان»!
الشاعر الفذ د ..يعقوب يوسف الغنيم (خير) من يمثلنا في هذا الوضع (موظف الحكومة معاملة بعد الساعة 12 دائما يا سكرنا أو السستم عطلان)!
اقرأوا ما سطرته (شاعريته) في نداء لأجهزة الحكومة، يقول:
آذيتنا يا أيها السِّسْتمُ
وأنت فيما قد جرى تُظلمُ
في الصبح بكَّرنا بآمالنا
من قبل أن تَخْتَفيَ الأنجُمُ
وكان يوماً مشرقاً نورُهُ
وما لقيناه هَوَ المظّلِمُ
لم نرَ من ينظر في أمرنا
أو نلقَ من يسمعُ أو يفهمُ
طبعا لا نقول إن السستم لا يتعطل قد يحصل، لكن العذر دائما يأتي من موظف (طفشان حيران زعلان) غير مقدر لوقت هؤلاء المواطنين والوافدين الذين اصطفوا من الصباح الباكر حتى يخلصوا المعاملة، وقد تنبه شاعرنا الكبير (أبو أوس) لهذه الحجة، فيقول شعرا:
قال لنا المسؤول في دهشة
أليس للحاسوب أن يُحجِم؟
ألم تروهُ آلة تقتضي
صيانة في وقتها تَلزَمُ؟
نِمتُمْ وما نام الذي قد أتى
من أجله إذ أنتُمُ نُوَّمُ
قد جسه جَسّاً به ينبغي
أن يقطع الصمت بما يعلمُ
لكنه لم تَبْدُ من حاله
دلالةٌ فيها لنا مَغْنَمُ
هو الذي كان لنا نافعا
فصار للأعمالِ لا يُقْدِمُ
وأنا تخيلت نفسي مع الواقفين في أخذ الدور ولما وصل دوري قال لي الموظف (تعال باچر) أي غدا!
ويأتي رد د.يعقوب يوسف الغنيم منقذا وردا:
قلنا عرفنا ذاك في أمسنا
ونحن لا نهذي ولا نَحْلَمُ
ولو تأملت بما مسَّنا
وما تكبَّدْناه يا مسلمُ
رأيت كهلا باكيا حَظّهُ
وامرأة من همها تلطمُ
نحن لنا أمر ذهبنا به
إلى جهاز مثلكم يحكُمُ
فما وجدنا أملا يُرتجى
وبادرتنا دونه اللّوَّمُ
فقال هاتوا كل أوراقكم
إذا صحا من نومه فزْتُمُ
وكل ما نلقاه من رَدِّهِ
مُرٌّ وقولٌ كله علقمُ
٭ ومضة: السستم (حكاية) لن تنتهي أبدا ما دام هناك موظف مقصر أو فني حرفي مهني لا يقوم بواجبه، وليس عندي من ومضة إلا ومضة أبي أوس الذي يواصل ويختم رائعته السستم قائلا:
أليس للسستم أرضٌ سوى
أرض بلادي نفعها يحرمُ
أم أنه في كل صِقْع له
نفع على طول المدى مُبْرمُ
ما بالنا إن طرأت حاجة
يَصُدُّ عنها الحاسب الأبكمُ
في كل وجه قد طرقنا نرى
أمراً يلاقينا بما يُؤلِمُ
يا قوم حتّام نقاسي العنا
يا قوم قد عم أذىً يَصْدمُ
هيا إلينا وارحموا حالنا
وهل نرى في القوم من يرحمُ
ويا أولي الأمر مَدَدْنا لكم
يد الرجاء فاعملوا واسلموا
٭ آخر الكلام: ليس هناك من تعليق يضاف إلى ما تفضل به المواطن يعقوب يوسف الغنيم.
٭ زبدة الحچي: كل الأعذار كاذبة، فمن يُرد يستطع، والبعض من الموظفين الذين لا يخافون الله يختلقون أعذارا واهية واهمة ليتنصل من مسؤوليته!
نقول لموظف الحكومة المُقصِّر.. كفاك أعذارا واعتذارا باسم السستم، فقد نطق!
شكرا أبا أوس يبيلك استجواب!
