مهندس الحوارات وأسطورة الإعلام – بقلم : سلمان داود الكندري
بعد مسيرة إعلامية حافلة لأكثر من 60 عاما ولقائه بأكثر من 40 ألف شخصية عالمية تداولت وسائل الإعلام المحلية والعالمية خبر رحيل أسطورة الإذاعة والتلفزيون ««لاري كينغ» أشهر مذيع في العالم، والذي وقعت معه «السي إن إن» عام 2004 عقدا بقيمة 58 مليون دولار ليصبح الأعلى دخلا في تاريخ صناعة الإذاعة والتلفزيون في العالم، حيث يتقاضى سنويا 15 مليون دولار بالإضافة إلى توفير طائرة خاصة لتنقلاته.
ترك الأسطورة لاري كينغ عدة مؤلفات من أشهرها كتاب «كيف تتحدث إلى أي شخص في أي وقت وفي أي مكان»، يستعرض فلسفته في فن الكلام وأسرار التميز في الحوار والخطابات السياسية وأنواع الضيوف وكيفية كسر حاجز الجليد وفن الترويج للذات والتواصل الفعال بالحوار وأهمية لغة الجسد وأنواع الأسئلة الذكية وأثر المعرفة والإطلاع المستمر وغيرها من خلاصة تجارب لهذه الهامة الإعلامية.
وحول قوة الخطابات السياسية من ناحية صياغة أفكارها ورشاقة عباراتها وطريقة إلقائها بالإيجاز مع عمق المدلولات والعاطفة الجياشة يستشهد بتشرشل الزعيم الذي يستلهم الشعب من كلماته وجون كيندي وإبراهام لينكولن، مستذكرا قصة أول خطبة في تاريخ أميركا للرئيس ويليام هاريسون عام 1841 تحدث فيها بطريقة مملة تبث اليأس ولأكثر من ساعة في درجة حرارة التجمد فأصيب بالبرد ثم بالتهاب رئوي توفي على إثرها بعد أشهر، قصة لاري كينغ وحياته تلهمنا أهمية الإعلام كصناعة ومهارة تدر دخلا مميزا وتكسبنا مهارات تجعلنا مبدعين في حواراتنا وعلاقاتنا ولباقتنا وفكرنا علاوة على تأثيرنا العميق في المجتمع.
إعداد النجوم الإعلامية هي صناعة بحاجة لاهتمام أكبر مثل أكاديميات ومدينة إعلامية كمدينة دبي للإعلام والتي زرتها وأعجبت بتجهيزاتها وقدراتها والامتيازات الممنوحة للإعلاميين، فوجود هذه المدينة في الكويت أصبح ضرورة كرافد مهم للدخل يتسق مع سياسة الدولة في تقليل الاعتماد على النفط، فعلى سبيل المثال فيلم تايتانك حقق أرباحا أكثر من الناتج القومي لإندونيسيا والتي فيها 250 مليون نسمة.
al_kandri@