القرارات المتسرعة – بقلم : عادل نايف المزعل
قال تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) كلنا نعلم أن العالم كله يعيش بحالة صعبة جدا بسبب انتشار هذا الوباء الخطير «كورونا المستجد» كفانا الله وإياكم شر هذا المرض وغيره، والكويت كباقي دول العالم تعيش نفس الظروف فالتزم اكثر الناس بمنازلهم وعدم خروجهم إلا للحاجة، وفي بداية المرض كل شيء أغلق خوفا من انتشار هذا المرض، وهذا كله في مصلحة الناس جميعا وأكثر الناس تجاوبوا مع هذا القرار الذي أصدرته الحكومة والذي أصاب الناس بالهلع والخوف، وديننا الإسلامي يحدد لنا المطلوب في هذا الموقف، ويقول سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم لا يوردن ممرض على مصح، بمعنى: إذا أصيب أي إنسان بأي مرض معد فلابد عليه أن يعتزل الناس حتى لا ينتشر هذا المرض ويعديهم، وفي هذه الأيام أكثر الناس يتكلمون ويقولون إن قرارات الحكومة غير مدروسة وبها تخبط وأكثر المتضررين هم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بكل أنواعها والدولة فاتحة أجواءها للقادمين من الخارج دون تقيد بالاشتراطات الصحية، وأكثر هذه الشهادات مزورة، وأصحاب هذه المشاريع التجارية هم ملتزمون بحسب القانون بدفع رواتب الموظفين والإيجارات طبعا لقانون الإيجار.
ومن الواضح أن من تسبب بانتشار هذا الوباء هم القادمون من الخارج، ومن لم يتقيدوا بتطبيق الإجراءات الصحية في المناسبات الاجتماعية.
قرارات الإغلاق والحظر لن تفيد، ولكن الحل الجيد يكمن في زيادة وعي المجتمع، ومن لا يلتزم تطبق عليه القوانين ويعاقب عقابا شديدا حتى يعتبر غيره، أما أصحاب المشاريع الذين يدفعون الإيجارات ورواتب عمالهم وخسائرهم كبيرة ولم يعوضوا شيئا من الإغلاق في الأشهر الماضية فلابد من دولتنا الكويت أن تساهم بتخفيف معاناتهم، خاصة أن أصحاب المشاريع مثل الصالونات والمعاهد الصحية من أكثر الأشخاص الملتزمين بالاشتراطات الصحية، فقد وصلت رسالة أصحاب المشروعات المتضررة من قرارات الحكومة بالإغلاق الرافضة لإجراءات الحظر بالاشتراطات الطبية، وتحدث رئيس مجلس الأمة أن رسالتهم وصلت إلى أعلى مستوى وبإذن الله تصدر توجيهات لإيجاد حلول لهذه الأزمة وأعضاء المجلس يطالبون بعدم الإغلاق لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة حتى لا يتضرروا وتصدر عليهم أحكام قضائية، وصاحب القرار كوزير الصحة مثلا من المفترض عليه ألا يفتح المجال الجوي لأي جنسية كانت حتى يستقر وضع الكويت كفانا تساهلا، ومرة يقول تفتح الأجواء ومرة تغلق الأجواء لا يوجد قرار صحيح، بل تخبط وارتجال لم نتعلم من أخطائنا منذ فترة الغزو إلى الآن لأن نعلم ما هو السبب، وأكثر المواطنين والمقيمين في الكويت ملتزمون بالاشتراطات الوقائية، وهنا نقول طبقوا العقوبة على من لا يلتزم، ونشكر هنا جميع من يساهم في تخفيف معاناة المرضى ممن أصابهم مرض «كورونا»، وجزاهم الله خير الجزاء.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل شر، وأن يزال هذا الوباء من كل دول العالم. اللهم آمين.