الحدود السياسية! – بقلم : طارق إدريس
نحن في حالة توقف وشبه ركود سياسي نتيجة لاختلاف الرأي بين فريق سياسي وآخر، ورغم أن الحكمة تقول إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية! لكن تبقى قضية الحدود هي الفاصل الحقيقي بين كل الآراء التي نختلف عليها، لذلك نحن في انتظار حكماء العقل والعقلانية حتى نصل إلى الطريق المفتوح بين كل الحدود وإلغاء كل الحواجز التي تغلق توافُق الرأي بين كل الأطراف.
فهل ينجح فريق العقل وترجح الحكمة الطريقة السالكة من أجل فتح كل الحدود السياسية بين الأطراف؟! نحن سنظل نراقب المواقف والتجاذبات حتى يفتتح نفق التفاهم الصريح، بعد أن سادت الحكمة واتفق العقل على الحوار دونما تعقيدات جديدة!
نعم، إن الحدود السياسية يجب ألا تقف حاجزا بين العقل والحكمة إذا كانت إرادة الوطن هي فوق اعتبارات المواقف الشخصية بين كل أطراف الحوار الوطني من أجل إذابة الجليد الفاصل بين كل حدود التفاهم والاستقرار السياسي الوطني، لاسيما أن ممارسة العمل السياسي تتطلب حصافة وعقلانية وقدرا من الحكمة والمرونة وليس التشنج والتهور، وأحوج ما نكون إليه اليوم هو أن نضع مصلحة وطننا فوق كل مصلحة زائلة وبطولة مزيفة وأن نحترم الدستور والقانون والنهج الديموقراطي الذي ارتضيناه من خلال الحكمة في الطرح والاتزان في الموقف.
وحتى نلتزم كلنا بالحكمة والعقلانية التي تقودنا إلى طريق الصواب، علينا الاحتكام إلى الدستور وثوابت مواده التي صنعت نظامنا السياسي والتشريعي قبل 59 عاما، عندما تسلم «أبو الدستور» هذه الوثيقة السياسية الرائدة عام في 11 نوفمبر 1962، من هنا نحن نقول ولأن الدستور هو الفيصل والحكمة والعقلانية، علينا ألا ننحرف عنه بتطبيق أجندات تعبث بقواعد النظام السياسي والتشريعي الذي سار عليه حكماؤنا وعقلاؤنا المؤسسون حتى لا نصل إلى الطريق المغلق على حدود الحوار السياسي الحكيم والعقلاني ومن هنا تكون حدودنا السياسية دائما بانفتاح أهل الرأي الحكيم والعقلاني هي الأرجح، فلا يمكن رفض حكمة اختلافنا في الرأي لا يفسد الود قضية!
فهل تفتح حدود الحوار بين الجميع دونما معوقات؟ وهل تنجح الحكمة في توجيه العقل نحو الصواب السياسي وتفتح الحدود السياسية بين كل الأطراف؟ وتنتهي أزمة الحالة السياسية الحالية التي تقف حاجزا بين الجميع وتنفرج الحدود دوما أمامنا وأمامكم، آمالنا بالعقلانية والحكمة الراسخة في ضمائر العقلاء والحكماء!
فلا تقفل حدود الحوار السياسي بين الجميع مجددا، وفقنا الله للطريق السالكة باتجاه الاستقرار والتنمية الوطنية وإغلاق حدود الخلاف من جديد بين الجميع، سياسيا ووطنيا، هذا هو الأمل المنشود على الدوام بين الجميع، إنها لغة الحكمة والحوار العقلاني ونحن سنظل في الانتظار.