عندما يتكلم فقيه الكويت وعالمها، نستمع لما يقول ويعرض عن الكويت وشعبها.
يقول الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، رحمه الله، في كتابه «من تاريخ الكويت»: لأهل الكويت مناقب يمتازون بها عن غيرهم، وإن كانت بلاد الله لا تخلو من الطيبين رجال الفضل والإحسان، إلا أن الكويتيين – نسبة لحالتهم المالية وقلة عددهم – يفوقون غيرهم في ذلك، ومن مناقبهم الجليلة:
1 – التآلف والتوادد فيما بينهم، فكأنهم بيت واحد وإن اختلف الجنس والنسب.
2 – لا تجد التحاسد والتدابر والمشاغبات بينهم.
3 – لا يجري بينهم تقاتل ولا تضارب، وإذا جرى شيء من بعض السفهاء لم يرفع الأمر إلى الحاكم، بل يتوسطه خيارهم ويزول الخلاف.
4 – مساعدات بعضهم بعضا متواصلة، للمنكوبين والمعوزين من الفقراء واليتامى والمساكين وأبناء السبيل، وتجد المساعدات لهؤلاء البائسين لا تنقطع يوميا.
5 – إكرام الضيف والأجنبي، فإذا نزل بساحتهم لا يعد إلا كواحد منهم.
6 – منازلهم في رمضان مفتوحة لإفطار الصائمين من الفقراء والمساكين، وتجد الفقير في رمضان كالشاة في أيام الربيع!
7 – لا تجد في الكويتي كبرياء، ولا يحتقر الناس مهما كانت منزلته من الرفعة، وهذه الخصلة الشريفة تشمل الأمير والمأمور وأصحاب الوظائف الحكومية.
8 – جميع الأعمال الخيرية يعملونها بتكتم ولا يحبون أن يطلع عليها أحد ولا يتباهون ولا يتفاخرون بهذه الأعمال، بل تُنسى كأن لم تكن.
٭ ومضة: هذا هو الشعب الكويتي أيام زمان، والحمد لله الأجيال المتعاقبة تتناقل هذا الإرث الجميل مع وجود بعض المنغصات: الحسد زاد، الفساد استشرى، التكبر والغطرسة زادت في بعض الأحيان عن حدها ضد فئات تعيش بيننا في المجتمع الكويتي.
ويبقى قول الشاعر:
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها
وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا
نعم، هذا ما ينطبق على الكويتي المحب للكويت والذي يعطي دائما صورة مشرفة عنها.
٭ آخر الكلام: الخلاصة أن (دستور الكويت) هذا، هو «سور الكويت» عبر الأزمنة ولا يستطيع أحد مخالفته ويتساوى فيه الجميع، وأثبتت الأيام صدق واضعيه.
٭ زبدة الحچي: كان للعصيد شأن عند الأطفال في الكويت القديمة، فتراهم يغنون «عيّد عيّد على العصيد»!
وكانوا إذا أكلوا العصيدة مسحوا أياديهم في أرجلهم، وكانوا لا يستعملون (الصابون) بعد الأكل، حيث إن الصابون لم يستعمل إلا بعد ظهور النفط!
اليوم الحال تغير، خاصة مع «الكورونا»، فجلدنا مع هذا الكم من المطهرات صار مثل جلد التمساح!
الزبدة: ما زال ولله الحمد والمنة البيت الكويتي يخاف (رمي) النعمة من الأكل الزائد في الحاويات ويحرص على إطعامها للمحتاجين عبر جمعيات ولجان جمع الولائم، وهذه فرصة نذكر فيها حرمة رمي الخبز والأكل الصالح للأكل، وعلى من يجد عنده فضلة طعام يعطيه لمن يحتاج إليه من إنسان أو حيوان، فبالشكر تدوم النعم!
٭ رثاء: خالص العزاء لأهلنا في مملكة البحرين لوفاة المدرب البحريني عبدالعزيز صالح الصويتي الدوسري – مدرب نادي المحرق والرفاع الشرقي السابق، والد كل من: خالد – سعود – عبدالله – أحمد – فيصل.
عظّم الله أجركم، وربّي يوسع مدخله ويكرم نزله ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومثواه الفردوس الأعلى من الجنة، رحمك الله أبا خالد، كان عاشقا للكويت ومحبا لأهلها، ومتعاونا في كل أعمال الخير.
في أمان الله..
