«التأمرك» خوف.. أم تبعية عمياء؟ – بقلم : مطلق القراوي
كثير من الناس في وطننا العربي والإسلامي يؤمن بأن كل ما يتم ويحدث في بلدنا هو تنفيذ لأجندة أميركية، وأننا لا نعمل أي إنجاز إلا بعد أخذ الموافقة من العم سام، حتى إن إقامة طريق صغير في إحدى المناطق يحتاج إلى ذلك، والأكثر إزعاجا ما يعتقده هؤلاء أن نظام الحكم الذي ارتضيناه هو ضمن هذه الأجندة!
صحيح ان أميركا دولة عظمى لها إمكاناتها، عتادا وعدة واقتصادا قويا وسيطرة على الكثير من أمور الحياة، إلا أننا نملك إمكانات قوية يمكن أن نساوم بها الغرب جميعا من خيرات ورجال، وتوكل على العلي القدير، خاصة إذا تآلفت القلوب وتقاربت الآراء واتحدت الجموع على نهج واحد. الغرب، وعلى رأسه أميركا، يضرب على وتر التفريق بيننا، يركز على الفرقة والاختلاف حتى لا تقوم لنا قائمة.
إن التبعية العمياء لأميركا وغيرها هي بالفعل هزيمة مبطنة وانهيار مدمر وضعف مجحف، ولا يعني ذلك أننا نقاطع الكل لاختلافنا معهم بل نتعامل معهم بما يحقق المصالح المشتركة دون ذوبان بمنهجهم أو مخافة منهم، وهذا مما علمنا إياه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
لننظر إلى دولة تركيا كيف وقفت أمام تحديات الغرب حتى أصبحت دولة عظمى، كما أن السودان واجه المقاطعة الأميركية بقوة وصبر حتى فرج الله عنه، ولو كان الأمر هذا في وجود تعاضد عربي وإسلامي لكان التحدي أسهل مما هو عليه.
إننا نحتاج إلى أن نغير أبصارنا تجاه «الأمركة» وألا نعطيها أكبر من حجمها، فالغرب أمم متفرقة وثقافات متعددة وأديان مختلفة، ونحن دين واحد وقبلة واحدة وكتاب واحد ورب واحد وعادات وتقاليد وثقافة ولغة واحدة، فكيف لا نتحد ونقف صفا واحدا؟! تعلمنا الصلاة ويهدينا القرآن ويرشدنا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم.