الكويت ارتدت لباس الفرح والزينة هذه الأيام بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير، كذلك ارتدت المباني الحكومية والبيوت حلل الزينة وارتفعت رايات الكويت على هذه المباني. الكل فرحان وسعيد بهاتين المناسبتين الوطنيتين، والكل يعتز بانتمائه للوطن الكويت وولائه الكامل لهذا التراب الطيب الذي عاش عليه الأجداد الذين وضعوا اللبنات الأولى لبناء دولة متحضرة.
لقد بدأوا بنائها في ظروف صعبة لعدم توافر الإمكانيات، إلا أن الكويتيين الأوائل أبوا إلا أن يقيموا دولة كاملة المقومات وكل أساسيات دولة مستقلة، في البداية أيام السفر والغوص قاوم الأوائل مصاعب الحياة وتحملوا كل المآسي والصعاب وتحدوا أهوال البحر وواصل الكويتيون كفاحهم ولم يتوقفوا عن عملهم لبناء الدولة التي يحلمون بوجودها وتحقق سعيهم في الاستقلال وإلغاء اتفاقية الحماية البريطانية، وتعرض أهل الكويت لعدة محاولات للنيل من استقلالهم إلا أن الكويتيين رفضوا كل أنواع التسلط والاعتداء على ترابها، وكانت آخر محاولة هي محاولة الاحتلال العراقي، وتمكن الكويتيون بقيادة قادتهم من النضال حتى تحقق لهم الاستقلال والتحرير التام.
وها هي الكويت اليوم تعيش أفراح العيد الوطني والتحرير، وتتواصل خطوات التقدم وإقرار النظام الديموقراطي الصحيح والنظام البرلماني ولابد هنا من الإشارة إلى اعتزازنا بأن الكويت ليس فيها سجون للمعارضين وأصحاب الرأي، ولم يتم اعتقال أي مواطن بسبب الرأي وحرية الكلمة نعم هناك ديموقراطية الكويت كاملة وسليمة ولذلك فنحن نعتز ونفخر بولائنا للكويت وحبنا لترابها وبحرها، والكويتيون يعتزون بتاريخهم الذي ارتبط بالبحر الذي كان مصدر رزق الأجداد.
وسنبقى متمسكين بثوابتنا الدائمة والتي عبر عنها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي السابع قائلا: إن ثوابتنا الدائمة ترتكز على وجودنا الخليجي والعربي والإسلامي مع تفاعلنا مع العالم الذي نعيش فيه وأحداثه التي يجب أن نأخذ منها المواعظ والعبر ونعرف تمام المعرفة موقعنا منه وعلاقتنا معه.
ولا شك أن السياسة التي رسمها حكام الكويت منذ عهد الأوائل هي التي أوجدت للكويت في هذا المحيط الدولي المكانة المرموقة، ولقد عبر معظم زعماء العالم عن هذه المكانة وثقتهم بالمواقف السياسية للكويت.
واليوم ونحن نحتفل بالأعياد الوطنية فإننا نجدد العهد والولاء لوطننا وندعو الجميع للتكاتف والتعاون ونبذ الخلاف، إننا اليوم أحوج إلى أن تسود العلاقة بين الدولة والشعب روح التعاون والتفاهم لنواصل مسيرة التنمية والبناء.
آية كريمة: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين).
والله الموفق.
