المتطوع الواعي – بقلم : يوسف عبدالرحمن
التطوع مفردة محببة للنفس وقوة كامنة في النفس البشرية لا تصدر إلا عن صاحب الهمة الذي يعمل بها ويترك الأثر!
هذا العنوان صنعه أحد أبطال الكويت في التطوع وهو د.عمر سالم المطوع، والحاصل على الدكتوراه في الإدارة من جامعة برونيل في المملكة المتحدة، وله خبرة تزيد على 20 عاما في العمل التطوعي.
هذا الدكتور الفذ، فكر لنا ونحن في الزمن الكوروني والعمل التطوعي يتصدر كل المشاهد بكتاب قيم وهو يشاهد شعبه الأبي يتجه بكل قوة إلى إحياء عمليات التطوع إلى واقع ملموس مشارك في الحياة المدنية ليغطي احتياجات الدولة وهي تكافح فيروس كورونا (كوفيد- 21) باصطفاف مجتمعي أبهر العالم، ومرده أن الكويت فيها أمير للإنسانية رحل، وآخر هو نواف الخير، ليستمر العطاء بدعم سمو ولي عهدنا الأمين المشعل، أطال الله في أعمارهما لتستمر ديرتنا بتصدر منح الخير للآخرين وبروز هامة فخر من المتطوعين الأبطال رجالا ونساء، وهم يعتلون هامة المجد وهم يتناولون مجموعة من الأفكار والمفاهيم والمعاني التي كانت تتصدر الأخبار.
أهداني العم الغالي أبوأيمن المطوع هذا الكتاب من نجله، وقد استفدت من قراءته وما تضمنه من مضامين تطوعية ومعرفية ومعلوماتية، وارتأيت أن أعرضه عليكم لأنه يؤصل بناء العمل التطوعي.
تضمن الكتاب أربعة فصول رئيسية: (التطوع وصناعة الأثر – المتطوعون – المنظمة – المستفيدون) وقد تطرق الباحث الكاتب في كل فصل منها إلى معان ومفاهيم يحتاج إليها كل متطوع لكي يكون أكثر وعيا وتميزا بالأعمال التطوعية التي يؤديها، وليسهم في التقليل من ظاهرة عزوف المتطوعين أو عدم استمرارهم في التطوع لمدة طويلة.
يرى الكاتب د.عمر سالم المطوع أن أحد أبرز الحلول المقترحة للتقليل من تلك الظاهرة هو رفع وعي المتطوعين بالممارسات التي تتم بين المتطوعين والمنظمات التطوعية، فذلك الوعي يسهم في إبقاء جذوة التطوع وقادته ويحقق التوازن الذي يبقي عطاء التطوع مستمرا.
جميل، اقتناء هذا الكتاب الموجه لفئة المتطوعين ويحتاجه كل متطوع حتى يمارس عمليات التطوع بوعي وإدراك ومعرفة ومرجعية.
واضح أن الكتاب يصف من مارس العمل التطوعي وعمره الخمسة عشر عاما، ومع مضي الزمان صار الآن يملك خبرة تراكمية تطوعية تزيد على الـ 20 عاما في العمل التطوعي الكويتي.
واضح أن الكاتب يملك الخبرة العملية وأردفها بخبرة عملية وشهادات ودراسات أكاديمية ودورات تدريبية جعلت من كتابه (المتطوع الواعي) مرجعا لمن يرغب في الانتساب إلى فئة وشريحة المتطوعين.
ومضة: دعونا نقف على تعريف المؤلف لما عرف بـ«التطوع» بأنه: «عمل غير ربحي، لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي، مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة مستوى معيشة الآخرين وتنميته من جيرانهم او المجتمعات البشرية بصفة مطلقة».
ويبدو هنا جليا ان تعريف برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين يقتصر على مساعدة الآخرين فقط، بينما مفهوم التطوع أشمل من ذلك وأعم، لذا فالتطوع بالمفهوم الأشمل: «هو النشاط الذي يقدمه الفرد أو الأفراد من خلال مجموعة من العمليات من غير الحصول على مقابل مادي نظير ذلك النشاط ولأجل تلبية حاجة المستفيد وتحقيق المنفعة له».
هذا التعريف يعطي العمل التطوعي مساحة واسعة من الأنشطة التي تتجاوز بفائدتها الجانب الإنساني فقط.
التطوع أمر يطول شرحه، فالتطوع الفردي معرض للتوقف عند مواجهة أي صعوبة، اما التطوع الجماعي فهو الأقدر على الاستمرار والتطور؛ لأن هذا ما نسميه بالبناء المؤسسي الذي تتحول فيه الجهود الى طاقات متآزرة بعدما كانت متبعثرة.
آخر الكلام: نخلص الى ان (المتطوع) هو الشخص الذي يبذل وقته وجهده طواعية واختيارا من غير الحصول على نظير مادي في سبيل تلبية حاجة الآخرين وتحقيق المنفعة لهم.
طبعا، هناك منظمات غير حكومية: NGO يتم انشاؤها قانونيا من خارج كيان الحكومة وتدعمها الحكومات بالمنح السنوية وكل أشكال الدعم.
وهناك المنظمات غير الربحية: NPO وهي المنظمات التي تستخدم الفائض من عوائدها ومساهميها وتعتبر هذه النوعية أكثر تنظيما وحوكمة من المنظمات غير الحكومية.
زبدة الحچي: المستفيد، من المستفيد من العمل التطوعي؟
المستفيد هو الشخص او الجهة التي تستفيد من النشاط التطوعي الذي يقدمه المتطوع أو المنظمة التطوعية سواء كانت تلك الاستفادة مادية أو معنوية، لذا فإن نطاق المستفيدين يتطلب دقة ووضوحا من قبل المتطوعين والمنظمات.
عزيزي القارئ أينما كنت، فكرة هذا الكتاب جاءت إبان جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وبات من الضروري ايجاد مرجعية تتناول الأفكار التطوعية والتعريفات والمعاني والمفاهيم التي ترفع وعي المتطوعين وتعزز من عطائهم التطوعي.
كتاب قيّم من إصدارات مكتبة ذات السلاسل يسد عجزا في المكتبة التطوعية.
شكرا د.عمر سالم المطوع على هذا المؤلف القيّم.
.. في أمان الله