جلسة مجلس الأمة المنعقدة أمس لم تكن حجما ولا تأثيرا ولا نتيجة بأكثر من مؤتمر صحافي مشترك بين السلطتين، وللأسف لم تكن لا على المستويين الحكومي والنيابي سوى مجرد تسجيل حضور أو.. «دقة كرت»، ولن تكون لها أي قيمة دستورية تذكر، ولم تستحق أبدا تلك الجلسة «الخاصة» لا عقدها ولا الدعوة لها ولا حضورها، فنتيجتها الفعلية في قيمة العمل البرلماني.. لا شيء، فكانت استعراضا كلاميا لما تم ولم تأتِ بجديد، للأسف «انحسبت» علينا جلسة.
***
عموماً، يا إما ربعنا لا يريدون الحديث حول أزمة كورونا أو حول ما حصل أو حول ما سيفعلونه واكتفوا بمؤتمر صحافي متنكر على هيئة جلسة خاصة، فسأتحدث عما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب بعد أن شاء الله زوال جائحة كورونا أو تراجعها، وما أعتقد بل أجزم بأن ملف ما صرف على «كورونا» منذ انطلاقة حملة مكافحتها حتى آخر يوم سيكون واحدا من الملفات الخطيرة التي سيتم فتحها، فأزمة كورونا مثل كل الأزمات الأخرى التي مرت بالبلد واستلزمت ميزانيات خاصة، لا بد من وجود تجاوزات، وستكون مفاجأة بل مفاجآت، منها تجاوزات مالية وتنفيع واضح فقط لننتظر أول تقرير يقدمه ديوان المحاسبة حول التحريات المالية وفحص المناقصات، بالإضافة الى ما سيصل الى أعضاء مجلس الأمة من تسريبات من هنا وهناك.
***
أعتقد أن ملفات كورونا ستشكل في مرحلة قريبة مقبلة فضيحة مالية مدوية، فالأمور الآن مسكوت عنها، ولكن لاحقا كما ذكرت ستكون صندوقا جديدا يضاف الى طابور الصناديق مثار الجدل والبحث.
***
مما لا شك فيه أن مع كل أزمة أو حرب يولد لوردات لتلك الأزمات والحروب، فلابد بل من المؤكد أن لأزمة كورونا لوردات وبعضهم تدخل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تعديل متطلبات مناقصة أو ممارسة أو غيرها، ومن أكبر الأسباب التي تدفعني الى هذا الاعتقاد أن الكمامات كانت علبتها تباع في فترة أولى من الجائحة بـ 5 أو 7 دنانير، الآن لا يتجاوز سعر الكرتون الدينار، وهنا يكمن السر في الفارق الكبير بين الأسعار التي وللأسف تم تحديدها من قبل الحكومة.
***
توضيح الواضح: الحكومة إذا أرادت أن تكون على الطريق الصحيح لمواجهة الآثار الاقتصادية القاتلة للجائحة عليها أن تعود إلى وثيقة الإصلاح التحفيزية الاقتصادية التي قدمها محافظ البنك المركزي د.محمد الهاشل، وأن تتوقف فورا عن التأليف ومحاولة إيجاد حلول ترقيعية بين فترة وأخرى.
***
توضيح الأوضح: الأعضاء الأفاضل كونوا جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة، أنتم الآن تتحولون الى مشكلة بما تتقدمون به من مقترحات لا واقعية.
