زوبعة في فنجان – بقلم : اللواء الركن م.مساعد خزام الحمدان
الزوبعة هي حركة مفاجئة سريعة للرياح تكون مترافقة عادة مع تغيرات في الطقس، «والزوبعة في الفنجان» بمعنى هيجان ضعيف الأثر، ثوران لا يطول كثيرا، حيث تطلق هذه الكلمة على من يقلل من شأن الشيء، وأن الأمر بسيط وتحت السيطرة، وكثيرا ما يتداول هذا المثل في الأزمات البسيطة والمحدودة، حينما تكون المؤسسة قادرة على علاج الأمر بعد التهوين من شأنه والتقليل من حجمه، فتقول «زوبعة في فنجان».
يقول أمين هويدي القائد العسكري والسياسي المصري رحمه الله: الأزمة: هي حدث مفاجئ يهدد المصلحة الوطنية، وتتم مواجهته في ظروف ضيق الوقت وقلة الإمكانيات، ويترتب على تفاقمه نتائج خطيرة.
فمن هذا التعريف الشامل علينا أن ندرك بأن مثلث الأزمة (التهديد – المفاجأة – ضيق الوقت) له نتائج وانعكاسات سلبية تهدد المصلحة الوطنية، بل خسائر بشرية أومادية لا يمكن تعويضها، فهل تكون (زوبعة في فنجان) كما يظن الآخرون.
والآن وبعد سنة من شدة وضيق وتعب في هذه الجائحة كوفيد- 19ودخول المتحور، هل استفدنا وتداركنا الأخطاء السابقة في إدارة الموقف الأزموي، من تعزيز نظام فعال للإنذار المبكر، وخطط محكمة وتقييمها ومراجعتها الدورية (كحلقات الجودة) لتحسين جودة العمل، وتعزيز نقاط القوة واحتواء الأضرار والخسائر الناجمة، ومعرفة أوجه القصور لتجاوز أي أزمة مماثلة، أو إنها (زوبعة في فنجان) كما يراها الآخرون «إخذ من عبدالله وتوكل على الله».
يقول «زيغ زيغلر» المؤلف ومحاضر التنمية الأميركي: «من لم يخط الخطوة الأولى حتما فلن يخطو الخطوة الثانية» فخطوة الإصلاح والتخطيط لهذه الجائحة جزء مهم ومتطلب أساسي للإستراتيجية الوطنية، وذلك لوضع مختلف البدائل والحلول، التي تساعد أصحاب القرار على تبني أفضلها للاستعداد والمواجهة لأي حدث كان، قبل أن يصبح الثمن باهظا والنتيجة مفجعة، فتنتقل (الزوبعة) من فنجانك إلى دماغك، فتصبح توأما شبيها «دوبلغنجر» لحامل مرض الزهايمر بالفكر والاستدلال، وبشهادة تعريفية موثقة.. ودمتم ودام الوطن.
٭ واجب عزاء: أتقدم بأحر التعازي وخالص المواساة إلى أخينا الكبير وأستاذنا الفاضل اللواء الركن م.عبدالله سعد الشامري القائد الملهم الصابر المحتسب، وعائلة الهدلق الكرام بواجب العزاء، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهما بواسع رحمته، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبر واحتسب.