القضية الأخلاقية في المجتمع الكويتي! – بقلم : د.ظاهر هادي المركز
قضية طرحت في المجتمع الكويتي من خلال شبكة التواصل الاجتماعي وأخذت صدى إعلاميا ومجتمعيا في الدولة، وتقدم نواب بقانون بصفة الاستعجال لمعالجة القضية، وهي قضية أخلاقية وهي (التحرش) في مجتمع محافظ دينيا وأخلاقيا ومسلكيا، إذن هناك خلل في المنظومة القيمية والأخلاقية في المجتمع وما الأسباب والعوامل التي أدت إلى السلوك غير الأخلاقي في ظل تطور وتمدن المجتمع في هذا العصر التقني والتكنولوجي والانفتاح الحضاري والثقافي في العالم؟
تقديم القوانين والتشريعات وتفعيل القانون وتطبيقه على المخالف للدين والأعراف والعادات وقيم المجتمع لردعه ولعلاج الخلل والخطأ بشكل رئيس، وليس بشكل جزئي من خلال تطبيق العقوبة، لابد من وزارتي الإعلام والشباب طرح البرامج والخطط لطرح القضية ومعالجتها من خلال استضافة المتخصصين والخبراء والأكاديميين في المجال النفسي والاجتماعي والتربوي لمعالجة القضية وآثارها وعواقبها على المستوى الشخصي والأسري والمجتمعي لمعالجة القضية الأخلاقية، ومن خلال وزارة الأوقاف في خطب الجمعة وطرح أبعادها الدينية والاجتماعية والأخلاقية في المجتمع الكويتي.
ولابد من تعزيز دور المثقفين في توعية المجتمع من خلال قنواته ووسائله في شبكة التواصل الاجتماعي ونشر الأفكار التي تساعد في التصدي للسلوك غير الأخلاقي والحضاري لعدم الإضرار بالمجتمع، وعلى وزارة التربية طرح منهج أو مساقات تربوية «تربية أخلاقية – مهارات حياتية» لصناعة جيل واع مثقف يحمل في داخله قيما إنسانية ودينية واجتماعية منظومة قيمية شاملة.
شخطة قلم: د.أيمن بدر كريم ذكر في كتابه الإنسان محاولة للفهم «لا يمكن الاعتماد على الوازع الديني وحده في ضبط سلوكيات أفراد المجتمع.. فالإنسان – بشكل عام – يمكنه تبرير تصرفاته بناء على فهمه الخاص للدين، بل يلجأ أحيانا إلى استغلال تعاليم الدين نفسها في تكريس الظلم الاجتماعي وتبرير التعدي على غيره».