كابوس العُقم.. امرأة تخدع زوجها بحمل وهمي.. ودُميَتين
ما زالت قضية المرأة الداغستانية التي ادعت أنها فقدت جنينيها خلال الولادة، ثم تبين أنها وضعت دميتين بدلاً منهما للدفن، تتفاعل لدى المدوّنين على منصات التواصل الاجتماعي في روسيا، وجمهورية داغستان تحديداً، في محاولة لفهم الأسباب التي دفعتها للإقدام على هذه الطريقة كحل لمشكلة عدم قدرتها على الإنجاب.
بدأت القصة عندما فوجئ أحد مواطني داغستان، بوجود دميتين بدلاً من طفليه المتوفيّين خلال الولادة المفترضة، عند الاستعداد لمراسم الدفن، قبل أن تكشف التحقيقات، أن المرأة التي كان يفترض دفن طفليها المتوفين، كما زعمت، خدعت زوجها وجميع أقاربها لتسعة أشهر، ولم تنجب ولم تكن حاملاً أصلاً، كما أظهرت الفحوصات الطبية اللاحقة بعدم وجود غدد أو حليب لديها.
ويفسر علماء نفس واجتماع محليون إقدام «بطلة الدمى» على حيلتها بعامل الخوف من التبعات الأسرية والمجتمعية لدى النساء في الجمهوريات القوقازية عموماً، من ظاهرة عدم الإنجاب، بسبب ترسبات بعض العادات والمفاهيم الاجتماعية والتي تضع المرأة أمام خطر التعرض للطلاق، أو بالحد الأدنى – قيام الزوج بالزواج من امرأة أخرى.
- 60 قومية
ولداغستان خصوصية قومية وعرقية كواحدة من الكيانات المكونة للاتحاد الروسي، فهي أكثرها من حيث عدد القوميات التي تقطنها، إذ يزيد عن الـ 60 شعباً وقومية، يختلفون في اللغات، لكنهم يتشاركون إلى حد يصل التطابق في المعتقدات ومنظومة القيم والمفاهيم وأنماط السلوك.
وحول ما يعنيه العقم للمرأة القوقازية، تقول الباحثة الاجتماعية ورئيس مركز دراسات تنمية القوقاز سعيدة سراج الدينوفا، إنه يسبب مشكلات أسرية ونفسية كبيرة للمرأة التي تعاني منه. وفي القوقاز عادة ما يقوم الرجل، في هذه الحالات، باتهام المرأة بأنها غير مهيأة للقيام بواجباتها البيولوجية، ويمارس عليها شتى الضغوط النفسية، بما في التهديد، أو الطلاق. وتتابع، أنه في أفضل الحالات، تتعرض المرأة لحالات ابتزاز مؤلمة، كالزواج من امرأة ثانية.
وفيما إذا كانت هذه الظاهرة من ترسبات الماضي أم أنها مشكلة الأسر القوقازية المعاصرة، توضح سراج الدينوفا أن الأوضاع لم تتحسن، وأن مشكلات الطلاق وتعدد الزواج بسبب حالات العقم لدى الزوجة الأولى، آخذة في الازدياد، رغم التباين الواضح في تلك المعدلات حسب الجمهورية القوقازية التي يدور الحديث عنها.
وتشير إلى أن ظاهرة تعدد الزوجات في القوقاز لا تتصل، كقاعدة، بالاعتبارات الدينية، بل بأمزجة الرجال، ولا يتم في حالات كثيرة منها توفير المساواة العاطفية والمادية بين الزوجتين.