للسلام وطن.. صحوة وطنية! – بقلم : طارق إدريس
اليوم تمر الذكرى الستون لعيد الاستقلال المجيد، هذا اليوم الذي سيظل محفورا في صفحات وجدار الوطن حتى الأبد، وذلك في قلوب الأجيال الحاضرة وأجيالنا بالمستقبل لأنه رمز الحرية والمشاركة الوطنية في رسم إرادتنا القومية للحفاظ عليه أرضا ووجودا وندافع عنه بكل التضحيات لا نبخل عليه بالنفس والدم والمال والولد!
ولذلك نحن اليوم علينا أن تكون لنا «صحوة وطنية» نستلهم من مبادئها روح التضحية والفداء والإصرار على وحدتنا وتماسكنا والدفاع عن هذه الأرض وهذا الوجود بالغالي والنفيس في سبيل بقائنا متمسكين بالأرض الغالية والطيبة لا نفرط بذرة من ترابها المقدسة ونصون، بل ونتمسك بجذورها الراسخة بأعماقها وأعماقنا الحسية والوجودية لأن وجودنا على ترابها الطاهر وجدود جذورنا بأعماق هذا التراب النقي العبق هو من رحيق ما زرعه الأجداد والآباء حكاما ومحكومين ليحافظوا عليه ويسلموه لنا أمانة غالية نفيسة، علينا ان نحتفظ بها بقلوبنا وأرواحنا وضمائرنا لتستمر هذه الجذور الخيرية تفوح عبقا دائما بنسيم هذا الوطن برائحته الزكية!
نعم علينا ان نصحوا جميعا ونتكاتف لرأب الصدوع الزائفة التي تولدت بفعل هذا الكم من الفساد والمفسدين الذين عاثوا بكل مقوماتنا وثوابتنا وما ورثناه من موروثات وعادات رسخها الأجداد والآباء منذ ذلك اليوم المشهود الذي وطأت فيه أقدامهم أرض الكويت سكنا ومرتعا ودار استقرار قبل 400 عام ونيف.
فهل نصون هذه المواريث ونلتزم بروح وعادات ومواثيق أجدادنا وآبائنا بالحفاظ على الكويت مستقرا لأجيالنا وأجيالهم القادمة متمسكين بتحصين مبادئنا برسم خطوط ومعالم هذه «الصحوة الوطنية» التي يجب أن لا تخرج عن مبادئ تلك الثروة من عادات وممارسات وتفاهمات أجدادنا الأوائل حكاما ومحكومين، رحمهم الله، والتي زرعوها في ثنايا وضمائر آبائنا الذين غرسوها في ارضنا الطاهرة لتجني ثمارها الطيبة والتي نتمتع نحن بها اليوم، فهل تكون هذه «الصحوة الوطنية» هي مسطرة حياتنا المستقبلية لنا بالحاضر وطريقا نسيره دونما معوقات لكل أجيالنا الحاضرة وفي المستقبل؟!
إن الآمال منشودة برسم هذه الطريق من جديد محصنة بالمحاسبة العادلة لكل من أساء لسمعة الكويت بنظامها السياسي والتشريعي والاقتصادي والأخلاقي بعد غربلة كل تلك الملفات العالقة لأخذ كل ذي حق حقه بالثواب والعقاب دونما محسوبيات وتستر على أفعال وممارسات وأقوال أساءت للوطن وسمعته والشرفاء من أبنائه ومواطنيه وقياداته على حد السواء!
وحتى نطبق اليوم شعارنا الوطني الذي أصبح رمزا للاحتفالات الوطنية هذا العام بمرور 60 عاما على العيد الوطني و30 عاما للتحرير نقول نعم للسلام وطن، ولكن مع «صحوة وطنية» شعارها مكافحة الفساد وقطع دابر المفسدين ومن يحرضهم ويدعمهم على السواء! من هنا يكون عام العهد الجديد للكويت عام «للسلام وطن»!! والله من وراء القصد واللهم احفظ الكويت وأهلها من كل مسيء، وفاسد، ومكروه، وانصرنا على النفس الأمارة بالسوء.