في «أعيادك» يا كويت! – بقلم : يوسف عبدالرحمن
علمتني الحياة أن من البسمة ما يملأ الكويت نوراً!
يوم كنا صغارا وما نحمل الهم والدنيا مآخذتنا مرة تشرق فينا ومرة تغرب وإحنا همنا يومنا نأكل ونلعب وندرس، وكان العيد عندنا ما كان يدور عند أهلنا (العيد إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد)!
كبرنا وبدأنا نسمع (عهد الاستقلال) وكنا نطلع من بيوتنا نحو شارع الكورنيش، حيث نشاهد (موكب أعياد الاستقلال) في عملية منظمة مرتبة، والناس رجال ونساء وأطفال واقفين في اصطفاف مميز يشاهدون مشاركة الأجهزة الحكومية والجيش بكل فئاته والشرطة والمطافئ.
اليوم صرنا نحتفل بعيد (الاستقلال والتحرير معا) غير ان هذا العام الاحتفالات صارت ممنوعة بحكم جائحة كورونا كوفيد- 21 ودخل على هذا العيد (تصرفات) غير منضبطة مثل رش الناس بمسدسات الماء والتفافيخ المملوءة بالماء وبعضهم من (قلة التربية) قد يضع سوائل غير الماء، وهناك من وقع عليهم الضرر في أجهزتهم العضوية مثل العيون والاستنشاق وسقوط شعورهم!
فبراير هذه السنة فيه الحكومة مستقيلة والمجلس معلق، ولا ندري ما القادم لنا من التطورات اللاحقة؟
أحيانا أقول: هل نحن في الكويت؟
معقولة ما وصلنا إليه من فساد ومفسدين؟
الكويت اللي خيرها على الجميع في كل هذا الكون الواسع يرتبط اسمها بعمليات غسيل الأموال؟
لن أتكلم عن الملف البنغالي او الماليزي أو.. أو.. أو!
يقول الشاعر:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
ملفات أغلقت وأخرى في طريقها للإغلاق دون نتائج ودون تطبيق للقانون! إلى متى لا نرى (أهل الفساد) لا تصدر الأحكام عليهم بسرعة؟ لماذا كل هذا الوقت؟
٭ ومضة: جائحة كورونا كوفيد -21 حرمت الناس من الاحتفالات، الكويت تستاهل منا (الاحتفالية) لأنها مازالت في عيون أهلها غير هذا العالم كله، فنحن ولله الحمد لدينا دستور وديموقراطية وحقبة جديدة نأمل فيها ان تقفز بالكويت الى المقدمة كما كانت.
في العيد تؤلمني تهاني العيد
يدعى سعيدا فيه غير سعيد
العيد جاء وإنما عيديتي
في العيد أبيات بهجو العيد
٭ آخر الكلام: أول عيد وطني واستقلال وتحرير أشعر بأنني كحال أبناء شعبي نترقب الأحداث:
عيد بأيّة حال عُدت يا عيد
بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديد
أمّا الأحبة فالبيداء دونهم
فليتَ دونَك بيداً دونَها بيد
٭ زبدة الحچي: في الأعياد نريد ان نتطهر من الخطايا، يا ليت بحرنا يغسلنا وتراب صحرائنا يطهرنا؛ لأن كل خطيئة صارت مرضا، صرنا اليوم نلاحظ الموظف الحكومي يخرج أو يُخرج من الوظيفة تسمعه يقول: دخلت نظيفا وخرجت نظيفا!
ههههه.. شر البلية ما يضحك، هكذا وصل بنا الحال من حجم الفساد!
كل عام والكويت وشعبها بخير ورفعة وتقدم وأمن وأمان، لا شيء أخطر على الكويت من المستشارين الجهلة وبطانات السوء، وقالها أفلاطون: الديكتاتورية تنهض عادة من الديموقراطية، وأقصر أنواع القهر والعبودية تنهض من الحرية المطلقة.. حذار حذار حذار من الحرية المنفلتة!
إن من يقرأ التاريخ ويتعمق فيه يجد أن جميع الحروب والعداوات تمثل فشل الديبلوماسية!
إن الأعياد لها فرحة والديموقراطية لها أنياب والعين الحمراء لتمادي الأشرار!
الكويت حالة من الحب تستعصي على النسيان وتستعصي أيضا على الفاسدين وكما يقولون: تمتع بمنظر المحيط لكن ابقَ على الشاطئ، نفرح بالأعياد الوطنية وثمن هذه المحبة هو اليقظة الدائمة!
أيها الشعب الكويتي العزيز:
قل لمن يبصر الضباب كثيفا
إن تحت الضباب فجراً نقيّا
كل جمال الكويت والكويتيين شوهته حماقة الإنسان!
عيّدي يا بلادي.
.. في أمان الله.