المعرفة مصدر قوة للفرد ومنطلق للتنمية ومهمة للمجتمعات الساعية إلى النهضة الحقيقية، وعالم الطب وما به من معلومات هو جزء من هذه المعرفة المطلوبة، فكيف نعمل وبأي طريقة نتفاعل مع المحيط من حولنا وما يؤثر علينا؟
إن عالم الهرمونات كبير ومتشعب ويرتبط بتفاصيل الإنسان، والسلوك جزء من هذه التفاصيل، والغدد الصماء وما تنتجه من هرمونات التي هي وسيلة التخاطب الكيميائي، وكذلك وسيلة التراسل المتنقلة بين الأعضاء هي جزء من عملية تنظيم عمل الجسم وخلق حالة التوازن ضمن ميزان إلهي دقيق.
ونستطيع القول إن الغدد الصماء تنتج الخطاب الصامت الذي لا يتم الإحساس به ومتى حصل خلل في عملية التوازن الهرموني من خلال حدوث زيادة أو نقصان فإن الأعراض تبدأ تظهر على الشخص ويتم حدوث اضطراب حسب نوع الهرمون ووظيفته وتظهر الأعراض المختلفة التي يتم التعامل معها ضمن بروتوكولات عالمية معتمدة للتشخيص ومن ثم بعد إيجاد التشخيص وإثبات المرض يتم تطبيق البروتوكول العلاجي.
كما ذكرنا سابقا في مسألة الرسائل الكيميائية، فإن السلوك عليه تأثير من الهرمونات ضمن ضمان حالة التوازن الطبيعي من ناحية، ومن ناحية أخرى له علاقة باستجابة الجسم للمؤثرات الخارجية بواسطة مستقبلات الإحساس ومواقع التفكير داخل الدماغ إذا صح التعبير، على سبيل المثال: حالات الخطر التي تواجه الإنسان أو وجود حالة غضب أو انفعال شخصي ذاتي نتيجة حدث معين فنلاحظ ارتفاع هرمونات الكورتيزون والأدرينالين وطبعا هذه ضمن حالات التفاعل الطبيعي مع الحدث الخارجي إذا صح التعبير.
في المواقع المرضية أي الاضطراب الهرموني على سبيل المثال: نشاط الغدة الدرقية المرضي يؤدي إلى العصبية الزائدة، وهذا تأثير مباشر على سلوك وتصرفات الشخص دون وجود مؤثرات خارجية طبيعية كما تحدثنا سابقا، على العكس من ذلك فقلة الإنتاج لهرمون الغدة الدرقية يؤدي إلى الخمول والإحساس في التعب وكثرة النسيان.
ومن الأشياء التي تحدث تغيير في السلوك هو تعاطي الهرمونات خارج نطاق النصيحة الطبية مثل تعاطى هرمون التستوستيرون، حيث تحدث حالات هياج غير طبيعي أو تغيرات نفسية سلوكية غير طبيعية.
