ودعت الكويت في 2020/2/27 فارس العطاء الخيري، القامة الوطنية من الرعيل الأول الذي ارتبط اسمه بالكرم ودماثة الخلق والتفاضل ومحبة أهل الكويت عامة وأهل الفحيحيل خاصة، أياديه البيضاء امتدت لتشمل قضاء حوائج الناس ومساعدة (المحتاجين والمعوزين) ومازالت الناس تذكره وتترحم عليه.. الله يرحمك يا أبا بدر.
مر عام على وفاة العم سلمان العبدالله الدبوس عميد عائلة الدبوس ومازلنا نفتقد ذيك الابتسامة والترحاب إذا دخلنا ديوان الدبوس العامر في الفحيحيل.
بدأ العم أبوبدر عمله السياسي عندما اختير عضوا في المجلس البلدي الأول عام 1964 واستمر حتى عام 1968 وتفرغ بعدها للأعمال الخيرية ومتابعة مشاريعه الخاصة.
مر علينا وقت ندخل ديوان الدبوس في منطقة الفحيحيل إما تلبية لعرس أو لعزاء، وفقدنا بكل صراحة ذاك الوجه الباسم صاحب حسن الملقى والعطاء بلا حدود، فلقد أحبه أهل الديرة لأنه احتوى المواطنين جميعا دون تمييز حتى صارت ديوانيته منبع العطاء الخيري، وفيهم الخير الله يحفظهم جميعا.
في جائحة كورونا (كوفيد 20 – 21) فقدنا نخبة من رجالات الكويت الأخيار ومنهم العم (أبو بدر) الذي اتسم بأخلاقه الأصيلة ومواقفه المشرفة، فاستحق مكانة في نفوس أهل الكويت ولايزال يذكر بكل المحامد والمرجلة. لقد كان العم سلمان الدبوس مدرسة أخلاقية تجمع الأخلاق والمعرفة والتواصل والإيثار والحكمة وتوقير الناس دون فرز أو تمييز.
كان، رحمه الله، حلو المعشر، شخصية اجتماعية نادرة، قريبا من الناس متواضعا، يحمل قلبا رحوما وابتسامة صافية صفاء قلبه، له من المآثر ما يصعب رصده وتسطيره، ومناقب ومواقف تثبت فروسيته ومكانته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
العم أبوبدر أحد رجالات أسرة الدبوس الكريمة وعميدها وكان متواصلا مع دواوين الكويت العامرة من الفحيحيل والأحمدي وما جاورهما إلى الجهراء مرورا بالعاصمة وبقية المناطق، وما قصده إنسان إلا أخذ حاجته منه.
عام مضى يا أبا بدر، ومازلنا نذكره كجيل مخضرم شاهد أعماله ومآثره وكيف أخلص لوطنه وشعبه وأهله وناسه فاستحق هذا الصيت.
هذا الكريم المعطاء استطاع أن يكون أحد مؤسسي جمعية الفحيحيل التعاونية ونادي الفحيحيل الرياضي، وأنشأ مركز سلمان الدبوس لجراحة القلب بمستشفى العدان ثم ألحقه بمستشفى القلب الاختصاصي للأطفال، وشيد المساجد ودور القرآن الكريم والمدارس في داخل الكويت وخارجها.
٭ ومضة: العم سلمان الدبوس أفنى حياته في خدمة وطنه وشعبه، خاصة أعمال الخير والبر والبذل اللامحدود.
كلنا نذكر تبرعه بـ 300 ألف دولار دعما للفريق الوطني الذي فاز بكأس خليجي 20، وشكر الفريق على إعادته البسمة للجماهير الرياضية وإدخال الفرحة الى قلوب أهل الكويت الكرام.
لقد وعى العم أبوبدر أهمية الرياضة ودعمها، وكثيرا ما وجدناه يستقبل لاعبي المنتخب الوطني ويدعمهم ويشجعهم أدبيا وماديا، وأتذكر من اللاعبين الذين أكرمهم وأشاد بمسيرتهم اللاعب عبدالله نهار نجم المنتخب الكويتي ونادي الكويت عندما أعلن اعتزاله اللعب.
٭ آخر الكلام: لقد كتبت عن عشرات، بل مئات من رجالات الكويت، وفيهم التجار والمعلمون وأصحاب المهن والأدباء والخيرون، وهو واحد من هؤلاء العظام الذين نفخر بهم، وإن كان لي من كلمة وفاء أسجلها للعم سلمان الدبوس، رحمه الله، فسأسجيها لأخي داود سلمان الدبوس (بو سلمان) بالود والتقدير ولإخوانه الأحباب جميعا.
٭ زبدة الحچي: أتذكر أن النائب السابق الحميدي السبيعي قدم مقترحا برغبة لتسمية أحد شوارع الفحيحيل الرئيسية باسم سلمان الدبوس، رحمه الله، تخليدا لمواقفه الوطنية وأياديه البيضاء التي قدمت للوطن والمواطن الكثير، ولا أدري حقيقة الأمر إن كانت قد تمت تسمية شارع أو مرفق باسمه أم لا.
إن أمثال هؤلاء الرجال الذين قدموا لأوطانهم قدوة للأجيال القادمة بمسيرتهم الحافلة بالعطاء الوطني الشامل، وهم الذين أفنوا حياتهم في أعمال الخير والعطاء والبذل اللامحدود فاستحقوا أن تذكر مناقبهم في الأعياد الوطنية.
٭ تحية: في أعياد الكويت الوطنية نهمس بتحية شكر وعرفان وامتنان للكوادر الطبية في الصفوف الأولى وما يتبعهم من ممرضين وإداريين، وكذلك لمنظومة العسكر في الجيش والشرطة والحرس الوطني.
شكرا من القلب.. لكل مواطن خفير يخاف على وطنه وشعبه.. للكويت شكرا، وكل عام والجميع بخير، وعيدي يا كويت يا أحلى بلد.
في أمان الله.
