هبّت الحكومة ضد مشروع سحب 5 مليارات دينار سنويا من صندوق احتياطي الأجيال، وأقرت بأن السحب ليس حلا إصلاحيا وأنه لابد من معالجة نفاد السيولة.
وقال وزير المالية خليفة حمادة إن السحب المنظم من صندوق الأجيال والسندات إجراء مؤقت، وذكر أن الرواتب في خطر.
هذا الكلام الذي نسمعه في بلد المليارات والنفط.. هل تحصل له هذه المشكلة؟! وهل هذا الكلام يصدقه عاقل؟
رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أكد أنه لا يجوز للجيل الحالي أن يمس ثروة الأجيال القادمة، وتحميل الحكومة سوء إدارة الاقتصاد على مدى سنوات سابقة وأن المادة الأولى تقول «تستبدل بنص المادة ٣ ومن المرسوم بقانون رقم ١٠٦ بأنه لا يجوز أخذ مبلغ من احتياطي الأجيال القادمة» لأن هذه المبالغ من ثروة أبنائنا من الجيل القادم، فهل يتحمل الجيل القادم سوء إدارة المسؤولين في السنوات الماضية.
وقد صرح النائب بدر الداهوم بأن الحكومة فشلت في إدارة البلاد عندما كانت الوفرة المالية عالية.
وأقول: هل ردت الحكومة الأموال المنهوبة من سراق المال العام والتي تقدر بالمليارات؟ الإجابة لا، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، ومن المفترض على الحكومة زيادة دخل الصندوق والاستغناء عن الاقتراض، وأن تغير التركيبة السكانية وتنمية وتوسعة الاقتصاد المحلي، وهذا بالطبع لم يحصل بسبب اختيار العمالة الوافدة غير الجيدة إرضاء لبعض الدول لأمور سياسية، إلى متى ونحن في هذا الوضع، «لا نريد أن نكون طوفة هبيطة»، التفتوا إلى بلدكم الكويت، فهو يئن من هذه المشاكل، البنية التحتية ليست على المستوى المطلوب، الشوارع مكسرة والحصى يتطاير في كل مكان، والازدحام لا يطاق، ولا مستشفيات جديدة والناس في ازدياد.
أوقفوا المساعدات عن بعض الدول خاصة التي وقفت مع الغزو العراقي، فأموالنا نحن أولى بها، ولابد من استثمار أموال احتياطي الأجيال القادمة والعائد من الاستثمارات يضاف إلى الميزانية العامة للدولة، ولابد من إحداث إصلاحات اقتصادية كبيرة حتى نقوي من الوضع المالي للدولة، وهذا يحصل بوجود أناس أكفاء مخلصين لهذه الدولة، ولابد من محاسبة من عاث بالبلاد فسادا كسراق المال العام.. ما هذا الفشل الذي أصابنا والذي أصبح عنوانا في الكويت بإدارة أموالنا؟!
لابد من تعاون الحكومة والمجلس في إيجاد حلول وإيقاف الهدر في الميزانية، والله الكويت ليست عاقرا، بل يوجد من أبنائها من هم قادرون على العمل ويتصفون بطهارة اليد والرغبة في أن يحولوا دولتهم إلى أمن وأمان ورخاء، فالمواطن يحتاج إلى من يهتم به ويحتاج إلى من يبني ويعمر ويطهر الصفوف من المندسين وناهبي ثروات الكويت والمال العام.
قال الشاعر:
ولي وطن آليتُ ألا أبيعه
ولا أرى غيري له الدهر مالكا
أسأل الله أن يحفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين لها من كل شر ومكروه، وأن يزول هذا الوباء من جميع دول العالم، اللهم آمين.
