حكومتنا الجديدة.. نريد إنجازات حقيقية – بقلم : عيسى أبوطفرة
حظيت الحكومة الجديدة برئاسة سمو الشيخ صباح الخالد بثقة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وأدى أعضاؤها القسم أمام سموه، لتخرج إلينا هذه التشكيلة بما صاحبها من تغييرات واستحداث لحقائب وزارية جديدة لعل أهمها فصل «التربية» عن «التعليم العالي»، ووزارتين جديدتين هما «شؤون النزاهة» و«شؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات» وما طالها أيضا من تغيير للمسميات التي نرجو أن تكون في مكانها وأن تحقق الغايات المرجوة منها.
ومهما يكن عدد الوزارات والوزراء وما تحمله من أسماء،ع إلا أن العمل والإنجاز هو ما ينتظره المواطنون، فقد تعب الناس من غياب التعاون بين السلطتين وما وصلنا إليه من أوضاع سيئة ومترهلة في معظم المجالات، والتي تردها الحكومة إلى عدم التعاون النيابي، ويصفها النواب بالفشل الحكومي تارة أو بسبب الفساد في بعض الوزارات أو الجهات، وفي النهاية يكون المواطن هو الضحية وتأخر التنمية وتأثر أبناء الوطن على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم سلبا وبشكل مخيف، خصوصا بعد الذي نسمعه ونشاهده من تصاريح سوداوية مليئة بالإحباط واليأس كالعجز عن دفع الرواتب واللجوء إلى صندوق الأجيال، وما نلمسه من ضرائب مباشرة وغير مباشرة وارتفاع غير مبرر لأسعار الكثير من السلع، ووجود الاحتكار في الكثير من المواد وغير ذلك من الأمور التي يتمنى المواطن أن يلمس علاجا موضوعيا لها بعيدا عن التخويف والترهيب من المستقبل.
أمام حكومتنا الجديدة مهام كبيرة وفرص كثيرة لكسب ثقة المواطنين، اقتصاديا وماليا وتعليميا، وفي مجالات الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ومشاريع الطرق والإسكان والزراعة والصناعة والنهوض بمستويات دعم الشباب ومكافحة الفساد، والتوظيف ورفع المستوى المعيشي والاجتماعي للناس بعيدا عن الإضرار بهم.
كما يجب أن نلمس دعم الشباب وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذين أصبحوا يشكلون شريحة واسعة من أبناء الكويت الطموحين الذين اختاروا العمل والمغامرة بعيدا عن العمل الحكومي وما فيه من ضمانات واستقرار، واليوم وبعد ما عانوه خلال أزمة «كورونا» على الجميع الوقوف معهم ومساندتهم لعدم خسارة مشاريعهم المتنوعة ومستقبلهم وليكونوا قدوة لغيرهم من شبابنا.
السادة الوزراء.. لقد نلتم ثقة صاحب السمو وأديتم اليمين الدستورية أمام سموه، وقدمتم التعهد بالعمل كفريق واحد، وبالتعاون بين السلطتين وفقا للدستور والقانون وبما يخدم الكويت، فهل سنرى ذلك أو نلمسه على أرض الواقع؟
ونقول لكم جميعا: هذا ما يتمناه جميع المواطنين، فكونوا أهلا للثقة وابتعدوا عن المصالح الآنية، واتقوا الله في أعمالكم وقراراتكم، واخدموا شعب الكويت الوفي.