عندما نتحدث «بالكويتي»! – بقلم : طارق إدريس
هناك لهجة كويتية مفهومة عند «رجال أول» بالطبع هذا الجيل يجهل مصطلحاتها ومفاهيمها وحتى لفظها الصحيح!! بالطبع هذه اللهجة اليوم لم تندثر ولكن استعمالها عند هذا الجيل نادر ومطعّم «بلكنة» غير مفهومة!
بالطبع أهل الحضر والبادية أغلبهم مارس مهنة البحر «الغوص» والسفر وقد تداخلت لهجتهم الكويتية وتفاهموا عليها لأنها «لهجة نجدية» تعارف عليها الحاضرة والبادية وتناولتها قصائدهم وسوالفهم وخاصة «الزهيري» التي اشتهر فيها «الحضر والبدو»! واليوم نحن للأسف لا نتقن الحديث باللهجة الكويتية «الصرفة» التي تحدث بها الأجداد والآباء ولايزال يتقنها جيل من عاصر هؤلاء الرجال الذين حافظوا على إتقان لهجتنا الكويتية وقواعدها «المتقنة»، بالتأكيد مكتبة الشعر الغنائي، فيها الكثير من القصائد المغناة باللهجة الكويتية «الحرة» المتقنة والمتابع للبرامج الإذاعية والتلفزيونية التراثية التي تسرد هذه القصائد والمغناة بالتأكيد يستفيد كثيرا وينمي قدرته على فهم لهجتنا الكويتية كما تغنى بها الشعراء والفنانون الأوائل!
ولا شك اليوم أن كثيرا من شعرائنا يفهمون هذه اللهجة ونطق حروفها وكلماتها نطقا صحيحا، ولأنهم مدرسة ريادة نقول اننا وبلا شك نحتاج إلى ترجمة تلك البرامج بإشراك رابطة الأدباء، والمهتمين بالشعر والأدب العربي والكويتي، وذلك لأهمية غرس هذه اللهجة الكويتية في المجتمع الحديث الذي للأسف خرج عن قواعد إتقان اللهجة الكويتية الفصحى ومفاهيمها وألفاظها!
ولأن لهجتنا الكويتية لا تخلو من مفردات اللغة العربية الأم بقواعدها النحوية إلا أن النطق للأجيال اليوم «مزدوج» بين لغة العصر ولهجتنا التي أصبحت غير مفهومة ومتقنة من الجميع! فهل نحن نحتاج إلى «مجمع لغوي وطني» يحافظ على لهجتنا ويتداول المحافظة عليها مع إتقان في رسم سياسة تأليف وكتابة السيناريوهات للعديد من البرامج والمسلسلات التراثية والتاريخية التي تتقن التأليف بهذه اللهجة الوطنية قبل أن تندثر، من خلال أجيالنا الحديثة الذين تربوا على القواعد واللغات الأجنبية وابتعدوا عن معرفة مفاهيم ونطق لهجتنا الكويتية «الحقة»، واليوم باعتقادنا أن الكثير من أبناء هذا الجيل لا يفقه الحديث بلهجة «أهل نجد»، التي مارسها أهل البادية والحاضرة في تعاملاتهم التجارية وكذلك في قصائدهم وأشعارهم التراثية الرائعة وخاصة القصائد التي تقال باللهجة العامية التراثية الجميلة سواء من أهل الحاضرة أو البادية على حد سواء، وهنا نؤكد أننا نحتاج إلى العودة وبقوة إلى ماضٍ وطني يحافظ على الموروث الشعبي اللغوي باللهجة الكويتية حتى يتحدث كل الشعب بالكويتي الفصيح، دون تلعثم ولغة غير مفهومة، وبالتأكيد التراث الخليجي هو واحد، لذلك نحن نحتاج إلى مجمع لغوي خليجي يحافظ على لهجتنا الأم!