تركيبة المجلس السياسية – بقلم : ذعار الرشيدي
الحديث تحليلا عن أداء مجلس الأمة غالبا ما يخلو من الحديث عن تركيبة المجلس السياسية، فكل مجلس منذ ما قبل قانون الصوت الواحد مكون غالبا من انعكاس مناطقي فئوي قبلي مذهبي عائلي، فأغلب الأعضاء نتاج لهذا الانعكاس، حتى التيارات السياسية تعتمد في اختيارات مرشحيها طبقا لقوتهم العائلية أو ثقلهم القبلي، لذا، الحقيقة التي ينكرها الجميع عندما يتحدثون عن ديموقراطيتنا هو خطاب «كرسينا لا يضيع» وبسبب هذه الفكرة ضاعت ديموقراطيتنا، فأصبح «الأقربون أولى بالتصويت» بغض النظر فاهم مو فاهم.. قبيض أو مو قبيض.. زين مو زين، المهم مدعوم بقوة قبليا أو طائفيا أو عائليا، وليس من المهم أي شيء آخر.
***
مخرجات أي انتخابات وبنسبة 90%تخلو من نواب يحملون فكرا سياسيا منفصلا عن انعكاسات القبلي والفئوي، وهذا سر فشل مجلس الأمة في تأدية مهامه الرقابية والتشريعية بشكل كامل وسليم كما حددها الدستور، فلا أرضية فكرية مشتركة بين النواب، وتبنى تلك الالتقاطات السياسية مع بدء دور الانعقاد طبقا للمصلحة السياسية لهذا العضو أو ذاك، وهو ما يؤدي إلى تشكيل الكتل السياسية التي عادة يكون عمرها مرهونا بعمر المجلس الذي ما أن ينتهي فصله التشريعي لأي سبب سواء كان إكمالا أو حلا أو أبطالا تنتهي تلك الكتلة السياسية كأن لم تكن.
***
حتى ممثلو التيارات السياسية من النواب بين نارين نار تأدية فكر تيارها السياسي أو مصالحة ونار ناخبيهم من قبيلتهم أو عائلاتهم أو طائفتهم، كل ما ذكرته أسس للعمل النيابي الفردي تحت قبة عبدالله السالم الشابة لعقود، فهذا التحرك السياسي أعرج فتأتي نتائج أقل من المأمول.
***
لا أحد ينكر أن مجلس 2020 يتمتع بنوع من القوة السياسية الضاغطة والمحرجة للحكومة رغم محدودية أدواته وقوة الحكومة، إلا أنه يتمتع بشيء من القوة السياسية التي دفعت الحكومة إلى حلول سياسية عير متوقعة، أولها وأهمها تعطيل عمل المجلس وأهمها دفعه لاستقالة الحكومة الأولى، ما جعل الحكومة تطيل أمد تشكيلها الجديد.
***
وسر قوة المجلس تكمن في أنها من خارج قبة عبدالله السالم لا من داخلها، أي ليس من النواب ولا الكتل، بل من الخارج، وأهم مصادر القوة تنامي هو الشارع الذي أصبح ورقة ضغط تتشكل مع قضية تطرح أو تحرك نيابي مضاد للحكومة، السبب الثاني وجود خلل حكومي- حكومي عميق، والثالث وجود خلل بين الحكومة والأقطاب المتحالفة معها.
***
توضيح الواضح: الحكومة الجديدة ليس أمامها من حل سوى فك ارتباطها بحلفائها، وإلا فإنها لن تتحمل أي استجواب قادم.
***
توضيح الأوضح: من القلب شكرا لأطباء الطاقم الطبي والتمريضي في عيادة الطب التلطيفي، وأخص بالذكر د.علي عدلي الذي يجمع بين عمله كطبيب محترف ومتخصص في مجاله وبين حُسن استقباله لمرضاه، وربما كان نصف العلاج في استقباله الذي لا يشعرك بأنك مريض بل حالة خاصة جدا.
الشكر موصول أيضا لرئيس القسم د.عبدالرحمن الكندري الذي يدير واحدا من أصعب الأقسام تخصصا في مجاله، إلا أن ما يقدمه القسم لمراجعيه يفوق التوقعات سواء من حيث الاهتمام أو المتابعة مع المرضى والعناية بهم إلى أقصى درجة، بارك الله فيهم.