التحرش.. الفهم الخاطئ – بقلم : مطلق القراوي
تبدو ظاهرة التحرش هذه الأيام بصورة واضحة، فالتحرش هو مضايقة، تحرش، أو فعل غير مرحب به من النوع النفسي أو الجنسي أو اللفظي أو الجسدي، ويتضمن مجموعة من الأفعال بدءا من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تتضمن التلفظ بتلميحات مسيئة من منطلقات عدة.
ويعتبر المتحرشون أن لديهم حرية كاملة في القول أو العمل أو الظن السيئ المبني على الحقد والحسد دون دليل مقنع أو استشهاد قاطع، فالتحرش غالبا ما يكون جسديا أو نفسيا أو جنسيا، فالجسدي لإظهار القوة والنفسي لمهاجمة الفكر المقابل والجنسي لإشباع الرغبة الجنسية والمحصلة انتصار الذات والاستعلاء المقيت وإشباع الرغبة.
لقد تفاعل بعض الغيورين مع هذه الظاهرة وواجهوها بحزم وقوة لبيان فسادها الكبير على الأمة.
إن التحرش بأنواعه المختلفة يعطل الكثير من القيم السامية للمجتمع، فيسهم في تفكك اللحمة الوطنية وتأصيل العنصرية والمذهبية وسوء الخلق وسلب الحقوق، وهذا واضح في نتائجه السيئة وآثاره الوخيمة.
ويصبح التحرش الجسدي مدار حرب وقتال، والتحرش النفسي استعلاء بالفكري والرأي، أما التحرش الجنسي فهو عار ومعيبة للغير، فلا يوجد أحد يرضى بأن يتحرش آخر بمحارمه وأقربائه والناس أجمعين، فكيف يرضاه لنفسه لإشباع رغباتها.
إن مواجهة التحرش ومحاربته أمر من الدين وأصل من الأخلاق وقيمة بشرية سامية تسهم في تكوين مجتمع آمن متعاون مملوء بالحب والإخاء، فقد قال الشافعي رحمه الله في عدالة الحرية: «قولي صواب ويحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ ويحتمل الصواب».