المسوحات الصحية – بقلم : هند الشومر
تشرفت بتمثيل بلدي الكويت في العديد من المحافل الصحية الإقليمية والدولية وعرض إنجازاتها لتحقيق الأهداف الإنمائية ذات العلاقة بالتصدي للإيدز في اجتماعات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، وقد كانت المنظمات الدولية تؤكد في تقاريرها ومداخلاتها أهمية دقة الأرقام والمؤشرات عن الصحة ومعدلات الإصابة وانتشار الأمراض بالمجتمع من خلال إجراء مسوحات صحية سكانية تشمل جميع السكان وليس فقط من يراجعون المستشفيات والمراكز الصحية الذين يشكون من أحد الأمراض، إذ إن من يصلون إلى مرحلة المرض ويراجعون المستشفيات أقل بكثير من معدلات الإصابة وانتشار المرض والتي تتم معرفتها وفي مراحل أولية من خلال المسوحات الصحية التي تنفذ عن طريق تخطيط علمي وتحليل وعرض النتائج وإتاحتها أمام متخذي القرارات.
وأتذكر جيدا عدة تقارير مهمة عن نتائج مسوحات صحية أجريت في الكويت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مثل المسح الصحي العالمي WHS2013 والمسح الصحي لعوامل الخطورة للأمراض المزمنة غير المعدية 2015 وعندما أراجع بعض التقارير والملفات الصحية أتساءل عن مدى إجراء مسوحات صحية حديثة بعد تلك التي أجريت منذ أكثر مــن 5سنوات وما حجم الاهتمام والالتزام بالتخطيط بإجراء مسوحات صحية، وما الاستعدادات لإجراء تلك المسوحات بصورة منتظمة وعدم الاكتفاء بعرض بيانات من مسوحات مضى على إجرائها أكثر من 5 سنوات حتى الآن بينما العديد من الدول تجري المسوحات بصورة مستمرة لتحديث البيانات والمؤشرات وتحليل النتائج وإتاحتها أولا بأول أمام المتخصصين في التخطيط ووضع السياسات المرتكزة على البيانات الدقيقة.
وأعتقد أن كليات جامعة الكويت ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي عليها مسؤوليات جسام في هذا الصدد لإعداد وتحديث قواعد بيانات حديثة عن نتائج المسوحات الصحية وتعزيز وتوثيق التعاون العلمي الدولي مع المنظمات والمراكز المتخصصة لإنشاء مركز وطني متخصص في المسوحات الصحية ينشر نتائجها بشفافية كاملة ويتيحها أمام الباحثين والمهتمين، إذ إنه ليس من المقبول كتابة غير متوافر NA أمام أي بيان في التقارير التي ترفع للمنظمات الدولية عن المؤشرات الصحية المختلفة، وقد رأيت ذلك في أكثر من تقرير بسبب عدم توافر نتائج من مسوحات صحية حديثة.
وإنني أتمنى أن تضع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هذا الموضوع على قمة أولوياتها في المرحلة المقبلة بما يتوافق مع مهامها ومسؤولياتها الوطنية التنموية.