كتب العديد من المؤرخين حول نشأة الكويت وبداياتها في عدد لا يستهان به من الكتب والأبحاث والمقالات ، وخصصت أحد كتبي حول هذا الموضوع قبل سنوات حمل عنوان ( نشأة الكويت) ، إلا أنني اكتشفت مؤخراً مصدراً جديداً متزامناً مع سنة صدور أول كتاب خاص بتاريخ الكويت للمؤرخ عبدالعزيز الرشيد ، وهي سنة ١٩٢٦م .
يعود المصدر إلى أحد علماء المدينة المنورة وهو الشيخ عباس بن محمد بن أحمد ابن رضوان المدني المولود في ١٤-١-١٨٧٧م والمنتمي إلى أسرة علمية شهيرة ، والذي تعلم العلوم الشرعية ، ثم درس في المسجد النبوي علوم الحديث والفقه الشافعي وأصول الفقه والعلوم العربية ، كما درس في مصر خلال فترة الحرب العالمية الأولى ثم عاد إلى المدينة والتي بقي فيها حتى توفاه الله تعالى في ١٠-٣-١٩٢٨م.
للعالم المدني العديد من المؤلفات الشرعية وفي مجالات أخرى مثل الأنساب ، وما يعنينا هو ما كتبه في ( فتح رب الأرباب بما أهمل في لب الألباب) والذي كان ذيلاً على لب الألباب في تحرير الأنساب لجلال الدين السيوطي وقال فيه أن الكويت ” بلدة ساحلية قريبة من البصرة أخبرني بعض العلماء أنها حدثت في أواخر القرن الثاني عشر” .
يعتبر ما ذكره المدني حول قيام الكويت مصدراً عربياً مبكراً ومتزامناً مع الرشيد إذ أنه فرغ منه في ٥-١٢-١٩٢٦م ، ويعد سابقاً لكثير من المصادر العربية الأخرى التي تكلمت عن الكويت ، وقد تتاح أمامنا فرضية أن المدني استقى المعلومة من الرشيد ولكن لا يوجد أمامنا مرجع يؤكد هذه الفرضية.
حول ما قاله عن الكويت وهو في سنة ١٩٢٦م أنها نشأت في أواخر القرن الثاني عشر الهجري يدل أنه يعني أنها قبل سنة ١٧٨٤م أي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ويعرف هذا القسم بأنه الذي شهد وفاة الشيخ صباح الأول وبداية حكم ابنه الشيخ عبدالله الأول .
هذه المعلومة هي خير دليل أن الكويت معلوم قيامها بين علماء شبه الجزيرة العربية في بدايات القرن العشرين حفظ الله الكويت وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه.
المؤرخ خالد طعمة الشمري
