الحكمة بدل التصعيد..! – بقلم : مزيد مبارك المعوشرجي
قال الشعب كلمته بكل أمانة في تغيير 70% من مخرجات مجلس الأمة الماضي، وإشراك أسماء تحمل نفسا إصلاحيا وسط أجواء كبيرة من التفاؤل بأن يعود الاستقرار السياسي بتعاون بين المجلس والحكومة ودفع عجلة التنمية في البلاد، إلا أن هذه الأغلبية التي أوصلها الشعب إلى المجلس لم تأخذ العبرة من المجلس المنحل الأول 2012 وقد تسير بهم وبنا بالبلد إلى طريق أسوأ منه!، حيث إن رجل الشارع البسيط غالبا ما تأخذه العاطفة في التعاطي مع أمور معينة وإغفال وتجاوز أخرى بحسب قربها من مصالحه، بينما رجل السياسة مهمته قيادة الشارع وتوعيته بكل شجاعة وجرأة مراعاة لمصلحة الوطن العليا الذي يضمنا جميعا، ولا تقوده الإشاعات ولا يتأثر بأي مشتت عن هدفه، ولا يخضع قراره لغضب من موقف أو خسارة معركة في تحقيقه غاياته والصبر برباطة جأش حتى إدراك الهدف.
وما أقوله لا يعني أني ضد طرف بحيازة طرف آخر وإنما ما أعنيه أنه يجب على رجل السياسة أن يلعب سياسة، وأن يتقبل مخرجات أي نتيجة ولو خالفت أهواؤه، بالمقابل أن يسايس بهدوء وحكمة وفق أجندة واضحة ومحددة تقبل التغيير والتفاوض والتنازل بحسب قياس مصالح الشعب والوطن بما لا يمس سقف استقرار البلد وأمانه.
والمشهد المحبط الذي أراه في عيون أغلب المواطنين الأوفياء تجاه ما يرونه من فوضى سياسية وتصعيد غير واع من جميع الأطراف يجعلني أشك في أن هناك أيادي خفية خارجية تزعجها استمرار الديموقراطية الكويتية وتخيفها الصناديق الانتخابية، في تصعيد غير واع على خلاف مجلس 1992 الذي جاء بعد تحرير الكويت وما حمله من ملفات فساد طالت أسماء كبيرة تم تحويلهم إلى النيابة، وحول هذا الموضوع اتصلت بالنائب والوزير السابق الفاضل أحمد باقر الذي قارن بين المجلس الحالي ومجلس 1992 الذي كان فيه نائبا في البرلمان.
وذكر لي أن المجلس حقق عدة إنجازات في حماية المال العام ومحاكمة سراقه، حيث أرجعنا 114 مليون دينار من سرقة الناقلات إضافة إلى 264 مليون دينار من اسبانيا و200 مليون من أحد النافذين بالخارج بكل هدوء ومن دون تصعيد وبتعاون مع الحكومة، والسياسة تحتاج الحكمة والهدوء لا العناد والتصعيد وغياب الوعي، الله يستر على البلد.
وما يعطينا الشعور بالأمان والاطمئنان هو وجود قيادة سياسية حكيمة حازمة وحليمة ستخرجنا بإذن الله كما تعودنا إلى بر الأمان متمثلة في صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، أعاده الله إلى وطنه سالما معافى، وسمو نائب الأمير وولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد، وفقهما الله وأعانهما على أمن البلد واستقراره.