بقلم : ذعار الرشيدي
خلال الفترة الماضية، قامت الحكومة بعدة إجراءات تصعيدية ضد النواب المعارضين بشكل خاص وبقية الأعضاء بشكل عام، ومنها بل ومن أهمها ليس فقط تعليق الجلسات بل غلق باب تخليص المعاملات، وتوجت الحكومة لهجتها التصعيدية بالخروج ببعض إجراءاتها ضد إصلاحيين خارج البرلمان، وهذه لهجة تحد واضحة لم تكن معروفة في الحكومات السابقة.
والحكومة بهذا التوجه وكأنما تريد وضع النقاط على الحروف وتعلن أنها صاحبة اليد الطولى وبشكل علني. في السابق كانت هي صاحبة اليد الطولى أيضا ولكنها لا تعلن عن هذا الشيء فوق الطاولة وتتحرك من تحت الطاولة في عقد الصفقات مع النواب خلال الاستجوابات أو خلال الأزمات السياسية، ولكن الحكومة بنهجها الجديد تعلم أنها ستتواجه من فوق الطاولة وأنها ستقلص من صفقاتها تحت الطاولة وتجعل كل عملها من فوق الطاولة كما هو أسلوب «ترامب».. الله يذكره بالخير.
***
الحكومة في الحالتين تتحكم بالمشهد السياسي وتمتلك أغلب خيوط اللعبة ولا حاجة لأن تعقد صفقاتها أو تعلن توجهها فوق أو تحت الطاولة، أو خلف أو أمام الكواليس، ففي كلتا الحالتين تملك على الأقل الحد الغالب من خيوط اللعبة.
وكشف الحكومة عن وجهها العلني وبهذه الطريقة لفرض سيطرتها على المكشوف كان يمكن أن يلقى شيئا من القبول الشعبي أو المنطقي لو أنها في خطها الجديد لمواجهة المعارضة سياسيا سارت في خط مواز له لمحاربة الفساد بذات الحدة والنبرة، وأعلنت عنه بشكل صريح بل وقدمته ضمن برنامج عملها الذي يفترض أن تتقدم به بعد تشكيلها.
***
الحكومة لو كانت جادة في البدء بنهج جديد وإذا ما أرادت حقا أن تواجه المعارضة بشكل علمي ناجح كان الأجدر بها أن تضمن خطابها وبرنامج عملها قرارات وقوانين وتتبنى مشاريع تخص وتهم الشعب كالقضية الإسكانية ورفاه المواطن، وأن تعلن معها أنها مع المواطن لا عليه، كما تتخذ من برنامجها رسالة تحوي إعلان خطوات واضحة لمكافحة الفساد وأهمها غلق بوابة الهدر المالي في مناقصات التنفيع أو تلك التي تحوي رائحة تنفيع لمقربين من الحكومة.
***
البدء في إغلاق ملفات الفساد التي مازالت مفتوحة ضرورة حتمية وتركها بلا حل أو تركها هكذا معلقة أمر كارثي، لأنه يشير إلى أن النهج الحكومي لم يتغير سوى ضد المعارضة والإصلاحيين، وفي ذلك إشارة سيئة للشارع السياسي، ولكن آمل أن تغير الحكومة نهجها بالكامل على جميع المستويات دون تمييز بين فريق وفريق.
***
توضيح الواضح: مع أول جلسة قادمة سنعرف.. وين رايحين؟!
