الحظر وصحة القلب- بقلم : هند الشومر
على الرغم من المبررات التي تساق لمحاولة إقناع الرأي العام بجدوى حظر التجول وأهميته لاحتواء جائحة كورونا ولو لبعض الوقت، إلا أن الحظر له تداعيات صحية ليست بسيطة ويجب أن تكون لدينا الخطط حيالها وفي مقدمتها تأثير الحظر على الصحة النفسية وعلى الانتظام بالعادات والسلوكيات الصحية مثل مزاولة الرياضة بانتظام والانتظام بتناول الوجبات الصحية والامتناع عن التدخين بالإضافة إلى توقف حملات وفعاليات كثيرة للتوعية.
ولم يعد الخطاب الإعلامي الصحي يتسع لغير الحديث عن كورونا والتطعيم وأعداد الإصابات والوفيات، بل إن إغلاق استقبال الحالات غير العاجلة بالمستشفيات أدى إلى فتور التواصل من جانب مرضى القلب مع أطبائهم وكذلك بالنسبة لمن يعانون من الأمراض المزمنة.
ولو لم ندرس بعناية تداعيات كورونا على انتظام الرعاية الصحية لمرضى القلب والمرضى بالأمراض المزمنة الأخرى، فإن الخطط والبرامج ستتراجع وتصعب إعادتها من جديد ومن ثم سترتفع معدلات السمنة وزيادة الوزن والخمول البدني، ويجب أن ندرس جيدا تحدي كورونا على برامج التصدي لأمراض القلب والأمراض المزمنة في فترات الحظر والحجر سواء كانت القرارات مبنية على مبررات علمية أو قرارات استباقية احترازية، وأعتقد أن كلا منا قد تأثرت حياته بسبب ما في أوقات الحظر والحجر وما نتفق عليه هو التأثيرات النفسية والسلوكية، والآن لابد لنا من التعامل الرشيد مع هذا الموقف وتداعياته.
ولابد من تكثيف حملات توعوية لضرورة مزاولة النشاط البدني بانتظام واختيار المناسب منها مع البقاء في المنزل وكذلك ضرورة الامتناع عن التدخين وتقليل تناول السكريات والأملاح والدهون وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تنتهي جائحة كورونا وبعد ذلك نعاني من كيفية مكافحة السمنة وزيادة الوزن وإصابة الكثيرين بالأمراض المزمنة والتي تشكل عبئا على كاهل الدولة ومن ثم تصعب مكافحتها خاصة مع توقف البرامج المعنية بهذه الأمراض.
ولابد من وجود توازن بين العناية بمرضى القلب والأمراض المزمنة والمصابين بفيروس كورونا، إذ إن بعض الدول عملت مسارات مختلفة لمرضى القلب والأمراض المزمنة لمراجعة أطبائهم وعدم إهمالهم أو إهمال حالتهم الصحية وهذه المسارات لا تلتقي بمسارات المصابين بفيروس كورونا حتى لا تصل إليهم العدوى، ولكن تتم متابعتهم باستمرار حتى لا تتدهور حالتهم الصحية بسبب الإهمال.
وأتمنى أن يتم تكثيف حملات التوعية لمزاولة النشاط البدني بانتظام وتناول الأغذية الصحية والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه والألياف والابتعاد عن الأغذية ذات المحتوى العالي من السكريات والأملاح والدهون للحفاظ على صحة الجميع.