ظاهرة التنمر – بقلم : شيخة العصفور
بقلم : شيخة العصفور
التنمر طبيعة بالبشر، وتظهر في مواقف مخالفة لطبيعة الثقافة المنتمي لها كل فرد حسب المواقف والاتجاهات والقناعات.. إلخ، وهو سلوك اجتماعي عدواني متكرر، ويستطيع الفرد التحكم به من خلال التنشئة البيئية الصالحة، والصلاح محور علاج القضية.
والتنمر أنواع منها: التنمر الجسدي ـ التنمر العنصري ـ التنمر الديني ـ التنمر اللفظي.. ومن أشهرها انتشارا بين الناس التنمر اللفظي، والذي أخذ صدى واسعا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن ظاهرة التنمر ليست بالحديثة، وإنما بدأت مع نشأة الإنسان، ولو تدبرنا القرآن نجد أنواعا مختلفة من التنمر تجاه الأنبياء والرسل حتى يبلغ الصبر منتهاه، كما حدث مع سيدنا يونس عليه السلام، فيذكر الله عز وجل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما عانى من أشكال التنمر في قوله تعالى (فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ـ القلم: 48)، حيث إن سيدنا يونس عليه السلام فر هاربا من مواجهة قومه، بعدما يئس من إيمانهم بالله واستنفد صبره نتيجة التنمر مقابل المعارضة، كذلك إيذاء قريش للرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى (ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون ـ الصافات: 36) فآذوه صلى الله عليه وسلم إيذاء لفظيا وجسديا، كما أن بني إسرائيل آذوا سيدنا موسى عليه السلام بتهمهم له بالباطل والبهتان، لقوله تعالى (يأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ـ الأحزاب: 69)، والكثير من أمثلة التنمر البشري والتي لا يسعها مقال، مثال قصة السيدة مريم عليها السلام، وحادثة الإفك، وقصة سيدنا يوسف وإخوته.. وأمثلة كثيرة تصف أنواع التنمر التي ذكرتها سلفا.
ولكن يبقى توجه الدين في غرس الأخلاق والسلوكيات الحميدة وتزكية النفس عليها، أمر من أجل تنظيم العلاقات والتفاعلات الاجتماعية، وللسيطرة على ظاهرة التنمر يكون من خلال:
٭ احترام الإنسان نفسه أمام العامة، فما يحدث من تنمر خلال وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها ما هو إلا أن الفرد قد أعطى نفسه هواها، او أنه لم ينتبه للغته أمام العامة، أو أنه أساء التصرف، أو عارض مبادئ الدين أو خرج عن العادات والتقاليد والأعراف، فلابد من احترام الشخص نفسه أولا، وليكن حذرا مما يقوله وما يفعله أمام الناس، فقد سئل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ما النجاة؟ قال: «أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكِ على خطيئتك».
٭ يقول الإمام علي رضي الله عنه: «عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه» والحكمة تقول: غذوا عدوكم بالإحسان إليه تتقوا شر بوائقه.
٭ تعليم أبنائنا خمس قواعد مهمة لدفع ظاهرة التنمر وتعزيز قيمة الاحترام والثقة بالنفس والذكاء الاجتماعي، ألا وهي باتباع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1 ـ «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
2 ـ «علموا ويسروا، علموا ويسروا، ثلاث مرات، وإذا غضبت فاسكت، مرتين».
3 ـ «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا».
4 ـ «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت».
5 ـ «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
٭ دور المؤسسات التعليمية في غرس قيم ضد التنمر والعنف.
٭ فرض قانون حازم رادع ذات طبيعة مدروسة ينظم أقوال وسلوكيات أفراد المجتمع تجاه بعضهم البعض وذلك لتحقيق الأمن الاجتماعي لأفراد المجتمع.