كوريا الشمالية تقطع علاقاتها بماليزيا بعد تسليم أحد مواطنيها إلى واشنطن
وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية إنها اتخذت القرار بعدما سلمت السلطات الماليزية في 17 مارس (آذار) أحد مواطنيها إلى الولايات المتحدة.
ووصفت بيونغ يانغ الخطوة بـ “جريمة لا تغتفر” نُفّذت “إذعاناً للضغوط الأمريكية”.
وكانت ماليزيا من الدول القليلة الحليفة لكوريا الشمالية، إلا أن علاقاتهما تدهورت منذ 4 أعوام عندما قُتل كيم جونغ نام، الذي كان منتقداً للنظام الكوري الشمالي، بغاز أعصاب سام في مطار كوالالمبور.
ونسبت كوريا الجنوبية الاغتيال إلى كوريا الشمالية، الأمر الذي تنفيه بيونغ يانغ.
وبعد ذلك تحسّنت علاقاتهما تدريجاً وقررت ماليزيا إعادة فتح سفارتها في بيونغ يانغ، إلا أن الإعلان المفاجئ، الجمعة يضع حداً لهذا التقارب.
وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية: “القطع الكامل للعلاقات الدبلوماسية مع ماليزيا”.
وبدورها، أعربت الخارجية الماليزية عن “أسفها العميق” للخطوة وأمرت جميع الدبلوماسيين الكوريين الشماليين بمغادرة البلاد في غضون 48 ساعة، منددة بـ”هذا القرار العدائي وغير البناء الذي لا يراعي روح الاحترام المتبادل وعلاقات حسن الجوار بين أعضاء المجتمع الدولي”.
وأكدت الوكالة الكورية الشمالية أن مون شول ميونغ، الكوري الشمالي الذي سلم إلى الولايات المتحدة، كان منخرطاً في “تجارة خارجية شرعية في سنغافورة”.
ودافعت الوزارة الماليزية عن تسليم ميونغ موضحة أنه كان بعد استنفاد كل الطعون، وانتقدت كوريا الشمالية لضغطها على كوالالمبور للتدخل في القضية.
وفي 9 مارس (آذار)، رفضت أعلى سلطة قضائية في ماليزيا آخر التماس قدّمه الكوري الشمالي مون شول ميونغ لمنع تسليمه للولايات المتحدة، حيث يواجه تهماً بتبييض أموال.
وكان مون، يعيش في ماليزيا منذ عقد مع عائلته عندما أوقف في 2019 بعد طلب واشنطن تسلمه.
وأمام القضاء، رفض اتهام مكتب التحقيقات الفدرالي اف بي آي، له بإدارة مجموعة إجرامية مكلفة بالتصدير إلى كوريا الشمالية في انتهاك للعقوبات الدولية، وبغسل أموال عبر شركات وهمية.
ويواجه أيضاً 4 تهم بتبييض أموال، وتهمتين بالتواطؤ لتبييض أموال في إطار عمله في سنغافورة، حسب وكلاء الدفاع عنه.
ولم توضح السلطات البضائع التي صدرها بشكل غير قانوني إلى كوريا الشمالية.
وكشفت قضايا أخرى في الماضي تصدير مشروبات كحولية، وساعات، وغيرها من المنتجات الفاخرة.
ونُشر عدد كبير من عناصر الشرطة الجمعة أمام سفارة كوريا الشمالية في كوالالمبور، وجاء صحافيون كثر لالتقاط صور المشهد بعد إعلان بيونغ يانغ.
ورأى شهريمان لقمان الخبير في السياسة الخارجية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في كوالالمبور، أن الإعلان جعل الحكومة الماليزية “حائرة”.
وقال لوكالة فرانس برس، إن “السلطات الماليزية سترى ربما أن ذلك يشكل جزءاً من الرسالة الدبلوماسية التي وجهتها كوريا الشمالية إلى الولايات المتحدة، ما يُنذر بتصعيد تدريجي للتوتر بين بيونغ يانغ وواشنطن”.