ما بعد #الرحيل.. #لماذا أحدثت #نوال_السعداوي كل هذا #الصخب؟
في منتصف أربعينيات القرن الماضي، طفلة في عمر الثالثة عشرة، كتبت قصة قصيرة، بطلب من معلمها، عنّونتها بـ”مذكرات طفلة اسمها سعاد”، قرأ المعلم القصة، ثم صرخ فيها بغضب، قائلًا: صفر!
روّت نوال السعداوي هذه الواقعة في مقدمة القصة التي نشرتها بعد استعادتها من أوراقها القديمة عام 1990، لتكون هذه الواقعة عنوانًا كبيرًا لرحلة طويلة من التمرد الفكري، قضتها بين “صفر” الرافضين لأفكارها، وتقدير واسع ممن يعتبرونها رائدة التنوير النسوي بالمنطقة.
وقدمت الكاتبة المصرية الراحلة، عبر مسيرتها الطويلة، آراءً جريئة ومثيرة في آن؛ أشعلت بها حرائق كثيرة، استعر لهيبها عقب وفاتها؛ لتضج ساحات النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي بنقاشات حادة في أغلبها، عن السعداوي ومنتجها الفكري، وصل الأمر بالبعض إلى تقرير مصيرها في العالم الآخر.
وفي خضم معاركها الفكرية، كان للسعداوي مواقف جدلية عديدة أغضبت الكثيرين، منها: انتقاد الحجاب والعري على السواء، رافضة بذلك تسليع جسد المرأة، وكذلك دفاعها عن حقوق المثليين، والدعوة إلى المساواة في الميراث بين الذكر والأنثى، ما جعلها تبدو في نظر البعض؛ امرأة تصطدم بثوابت اجتماعية ودينية متأصلة.
دوافع الصدام
الكاتب المصري أشرف راضي يفسر حالة الجدل التي أحدثتها السعداوي عبر مسيرتها الفكرة؛ إذ يرى أن منهجها قائم على فكرة الاصطدام الشديد بالمجتمع وثوابته بشكل عام، ليس فقط على مستوى حقوق المرأة، لكن على مستوى العقيدة والأفكار.
ويضيف راضي لموقع سكاي نيوز عربية أن القضية الأساسية لدى السعداوي كانت عملية الاضطهاد الطويلة التي تعرضت له المرأة عبر التاريخ، وكيف أن تصحيح مثل هذا الاضطهاد يمكن أن يحقق مجتمع عادل، مشيرًا إلى أن موقفها المتشدد من المعتقدات، كان ناجمًا عن أن تفسير الدين المتوارث يدعم تصور ذكوري لا ينصف المرأة، بحسب ما كانت ترى.