السعودية: اتصالات إقليمية ودولية سبقت طرح مبادرة اليمن
كشف السفير السعودي لدى اليمن عن اتصالات أجرتها بلاده مع أطراف إقليمية ودولية، قبل إعلان بلاده طرح مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، في وقتٍ قالت فيه الحكومة اليمنية إن الحوثيين قابلوا المبادرات السابقة بـ”التعنت والمماطلة”.
وقال السفير السعودي محمد آل جابر في تصريح لقناة “الجزيرة الإخبارية”، إن المبادرة سبقتها اتصالات للمملكة مع أطراف إقليمية ودولية عديدة، وإنها جاءت متماشية مع مقترحات المبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، ومع جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل فيه.
وأشار إلى أن مبادرة بلاده “تأتي استكمال لمبادرات وجهود دول مجلس التعاون والمجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي في اليمن”.
وفي تغريدة له أيضاً على صفحته بـ”تويتر” أكد أن “المبادرة السعودية تعالج كل القضايا الإنسانية، ووقف القتال ونزيف الدم اليمني، وبدء مشاورات سياسية بين الأطراف اليمنية تنهي الأزمة، وتنتقل باليمن إلى مرحلة جديدة من السلام والأمن والاستقرار والتنمية”.
وأضاف: “تسعى المملكة إلى أمن واستقرار اليمن، وتأتي المبادرة السعودية استكمالاً لحرصها على اليمن وشعبه الشقيق واستعادة الدولة، وهي فرصة كبيرة لمراجعة الحوثيين لمواقفهم تجاه أبناء وطنهم وجيرانهم ومحيطهم الخليجي والعربي، والاتجاه للسلام”.
أما الحكومة اليمنية فقد قالت على لسان وزير خارجيتها أحمد بن مبارك إن المبادرة السعودية تحمل المواقف ذاتها التي طالما عبّرت عنها “في كل نداءات السلام ومحطات التفاوض، حرصاً على تخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين”.
وحسبما قال في تصريح لـ”الجزيرة”، فإن الحوثيين قابلوا المبادرات السابقة “بالتعنت والمماطلة، وعملوا على إطالة وتعميق الأزمة الإنسانية”، واتهمتهم أيضاً بنهب المساعدات وإيرادات ميناء الحديدة.
وأضاف: “الحكومة تؤكد دعمها لكل جهود تحقيق السلام بما يضمن إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وفقاً للمرجعيات الثلاث، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2216”.
وقال: “المبادرة السعودية بشأن اليمن تتماشى مع الأفكار التي طرحها المبعوث الأممي، وتتسق تماماً مع مواقف الحكومة اليمنية لأنها تمكن اليمنيين من الجلوس إلى طاولة المفاوضات”.
وانتقد رفض الحوثيين للمبادرة السعودية، قائلاً: إن “على العالم أن يعرف الطرف الذي يتعمد إطالة أمد الحرب”.
وأمس الاثنين، أعلن وزير الخارجية السعودية مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن بهدف الوصول إلى اتفاق سياسي شامل، وسط ترحيب خليجي وأمريكي، ورد متحفظ من قبل الحوثيين.
وأوضح الوزير السعودي أن مبادرة بلاده تشمل “وقف إطلاق النار في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وكشف وزير الخارجية السعودي عن أن “وقف إطلاق النار في اليمن سيبدأ بمجرد موافقة الحوثيين على المبادرة”، معرباً عن أمله في التوصل إلى وقف إطلاق نار في اليمن بشكل فوري.
وبين أن تحالف دعم الشرعية سوف يسمح بـ”إعادة فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات الإقليمية والدولية المباشرة”.
بدورهم قال الناطق باسم المليشيا محمد عبد السلام: إن “المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن لا تتضمن شيئاً جديداً”، مطالباً السعودية بـ”إنهاء الحصار الجوي والبحري على اليمن فوراً”.
لكنه في الوقت عينه أبقى باب الحوار مفتوحاً عندما أشار إلى أن الحوثيين سيواصلون “الحديث مع السعودية وعُمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام”.
وللعام السادس يشهد اليمن حرباً بين القوات الحكومية المدعومة من “التحالف”، منذ مارس 2015، والحوثيين المدعومين إيرانياً، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر 2014.