تعزيز المواطنة – بقلم : هند الشومر
حب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه ليست كلمات رنانة تقال في المناسبات الوطنية أو حروف بليغة تكتب في المقالات أو تذكر في وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن حب الوطن هو منظومة متكاملة من المبادئ والسلوكيات والمواقف ويجب تعزيزها دائما وتنميتها منذ المراحل المبكرة من العمر وهذه مسؤوليتنا جميعا نحو الأجيال القادمة.
إن الأجيال الجديدة ستتحمل مسؤوليات جسيمة في المجالات والمواقع المختلفة وبالطبع فإن الوطن ليس مخيما أو شاليها أو منتجعا سياحيا وليس مجرد مميزات أو جواز سفر يحصل عليه المواطن ولا علاقة لحب الوطن بأي سلوكيات تمييزية ضيقة ولكن حب الوطن أكبر من ذلك بكثير، إذ إن كل حبة من تراب الوطن رويت بدماء شهداء وعرق وتضحيات من سبقونا وورى الثرى أجسادهم ولهم جميعا كل الامتنان والعرفان.
وأشعر بأن أمامنا الكثير لنقوله في حب الوطن ولننقله للأجيال المتعاقبة ولا بد أن تكون سلوكياتنا ومواقفنا في جميع الأوقات تعبر عن حب الوطن دون عنصرية أو تمييز أو محاولات لإحياء سلوكيات الجاهلية التي أذابتها المواطنة إلى غير رجعة.
ولا يجب أن نسكت عن قول الحق أمام أي ممارسات قد تخدش الوحدة الوطنية أو التسامح أو الإخاء أو القيم النبيلة التي غرسها آباؤنا وأجدادنا في الأجيال المتعاقبة ولم تنجح محاولات العبث بها سواء من الداخل أو من الخارج.
إن كل الدروس التي تم سردها في التاريخ عن الماضي المشرف لا يجب أن نغفلها ونستمر في ترديدها لأجيالنا القادمة لتحصينهم ضد أوبئة أو جوائح أشد فتكا من كورونا المستجد حيث إن هذه الجوائح قد تهدد المواطنة وتعصف بالهوية وتدمر الأوطان وللأسف قد لا يعيرها البعض اهتمامهم وتقع خارج دائرة الترصد، بينما يجب على الجميع أن يكونوا على أهبة التيقظ والفطنة والحنكة الواجبة من أجل الحياة الكريمة والمستقبل المزدهر للأجيال القادمة.
ويجب أن نترك في صندوق الأجيال القادمة توعية استثمار ذات عائد لا يقدر بالمال وهو تعزيز المواطنة وأن الوطن ليس شاليها أو منتجعا مؤقتا ولكنه أكبر بكثير من ذلك.
إن الوطن هو قطعة من القلب وراحة الجسد وعلى أرضه ترعرعنا ورعانا في صغرنا فلذلك نضحي من أجله بأنفسنا، وكما قال الشاعر أحمد شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه بالخلد نفسي
اللهم أدم على أوطاننا الأمن والأمان في ظل قياداتنا الحكيمة.