من إعجاز الخالق سبحانه أصابع اليد والتي جعلها خمسة بأطوال وأشكال مختلفة ولا يمكن الاستغناء عن أي منها، وباجتماعها تقوم الأصابع بأعمالنا اليومية والتي من خلالها تطورنا على ما سوانا من المخلوقات.
وقد أبهرت أشكال ووظائف الأصابع الكثير من الباحثين وذكر في كثير من الحضارات حتى أن هناك قانونا ذا معادلة رياضية ويسمى (قانون الأطراف) لمارك شانجيزي يبحث بجدوى عدد الأصابع، ولكم أن تبحثوا عن هذا القانون في أروقة الإنترنت.
وبالحديث عن الحضارات، وجدت أنه من المفيد أن أذكر لكم تقنية يابانية قديمة عن معالجة وأحداث التوازن العاطفي (جين شين جياتسو)، حيث إن كل اصبع يرتبط عضويا وشعوريا بعضو أو أكثر من أعضاء الجسم الداخلية وعند الضغط على هذا الإصبع أو تدليكه لدقائق فإنك تخفف من ألم العضو المرتبط به ولكوني طيب القلب و«خوش ولد» فسأذكر لكم كل اصبع والأعضاء المرتبطة به:
الإبهام مرتبط بالمعدة والطحال ويكون مسؤولا عن إحساسنا بالقلق والاكتئاب. والسبابة ارتباطها العضوي بالكلى وترتبط بشعورنا بالخوف. أما الوسطى فترتبط عضويا بالكبد والمرارة وشعوريا بالغضب ولعل استخداماتها وقت الغضب عند البعض واضحة وجلية، وهذا أمر لا نود التطرق إليه.
ثم يأتي اصبع الخواتم أو البنصر والذي يرتبط عضويا بكل من الأمعاء الغليظة والرئتين، ومن خلال هذا الإصبع يأتي الإحساس بالحزن.
وأخيرا يرتبط الخنصر بالقلب والأمعاء الدقيقة ويكون إحساسنا بالقلق ونقص الثقة بالنفس مرتبط بهذا الإصبع.
والآن قد يختلف أو يتفق معي الآخرون بمدى صحة هذه التقنية، وهذا أمر لا يعنيني كثيرا بل ما أود أن أعرضه هو فكرة طرأت بأن أجعل كل إصبع من أصابع اليد ممثلا عن سلطة من السلطات الموجودة، فالتشابه قريب، حيث إن الأصابع خمسة والسلطات خمس، وكل سلطة تختلف جذريا عن مثيلاتها كما الأصابع، وأقول على سبيل المثال إن السلطة القضائية هي الإبهام (ولولاه لبارت اليد تقريبا)، والسبابة هي السلطة التنفيذية ولعل قربهما وكثرة استخداماتهما يجعل من مقاربتي ممكنة لأنه بهذين الأصبعين معا يستخدم القلم (لإنشاء وإنجاز وتصميم القرارات) وبهما يمكن عد النقود (حسبة الخردة بصناديقها) وبهما نرمز لعلامة الجودة وعلامات أخرى يمكنكم اكتشافها بأنفسكم، ثم تأتي السلطة الرابعة صاحبة الجلالة والتي أرشح لها البنصر أو اصبع الخواتم على فرضية (من حبته الصحافة ما ضامه الدهر).
ويتبقى من أصابع اليد اثنان هما الوسطى والخنصر، أما من السلطات فقد بقي كل من السلطة التشريعية والشعب مصدر السلطات، وهنا أترك لكم مقالتي لتختاروا ما تشاؤون من السلطات لتتواءم مع ما تشاؤون من الأصابع.
أدام الله صحة أصابعكم ولا أدام التفكير الخاطئ وقت الاختيار.
