صوت المظلوم – بقلم : مطلق السعيدي
ما لهم ومال المظلوم! ألم يأن لهذا العالم الغريب أن يسمعه؟! لن أتحدث عن الإنصاف فهذا عائد لمظلمته! ولكن لنتركه يجهر بصوته ليصل إلى ولاة الأمر، المظلوم هو من ضاع حقه أو ضاع ظنه، لا فرق، وأن يصرخ في عالمه ليسمعه فهذا حقه!
قال تعالي في محكم تنزيله (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً)، وهذا يعني أن المظلوم لو صرخ بسوء من القول لا يحاسب، بل يحاسب من ظلمه وجعله يصرخ!
هكذا أمرنا الله جل في علاه، اسمعوهم وأنصفوهم فإن الله سائلكم عنهم وعن مظلمتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
يحكى في زمن المعتضد بالله أن أحد أئمة المساجد لجأت إليه امرأة تعرضت للخطف من قبل أمير تركي فلم يستطع تخليصها، فقام برفع الأذان أول الليل حتى أحدث ربكة في بغداد مما استدعى الخليفة أن يطلبه، وقال له ما حملك على رفع الأذان ولم يمض من الليل أقل مما بقي؟ فأعلمه بفعل الأمير وخطفه للمرأة عنوة، فغضب الخليفة وعاقب الأمير وأعاد المرأة إلى زوجها وأمر المؤذن بأن رأى منكراً صغيراً كان أو كبيراً أن يؤذن وهذه أمارة بينه وبين الخليفة!
فلا تحاسبوا المظلوم وإن أساء القول وصرخ، فحرقة الظلم أشد وأعنف المشاعر الإنسانية!
٭ وضوح: أسأل الله رفع الظلم عن البشرية جمعاء إنه سميع عليم.
Law_Alsaidi@