السلوك الإيجابي بالزمن الكوروني! – بقلم : يوسف عبدالرحمن
في جائحة كورونا كوفيد 20 ـ 2021م كثر القلق والتحلطم والشد في الكلام بين الناس حول فوائد الحظر وعدمه، وبين التطعيم وأخذ اللقاح وعدمه، وكساد الحال وقلة سيولة المال، وكثرت التفنيشات وزاد جشع المالكين من التجار، اللهم إلا من رحم ربي، وأصبح الناس في حالة من الضجر والمشادات الكلامية والخصام والتوتر وطغى السلوك السلبي للأسف.
اليوم معكم في مساحة فكر أعرض عليكم (مهارة) يمارسها الإنسان المتوازن الذي يعرف فائدة (السلوك الإيجابي) بدلا من هذا الكم من الإحباط والتحبيط الذي يمارسه أفراد كثر من المجتمع فيجعلهم هذا الأمر يتوترون ويقلقون وينتقل هذا السلوك السلبي إلى محيطهم ومجتمعهم ووطنهم للأسف.
في الأزمات يعاني الناس من عدة ضوائق ومدلهمات ونوازل تتعلق بمعاشهم وأرزاقهم وسكنهم وأكلهم ولباسهم واحتياجاتهم، وهذه الأمور الطارئة لها تأثيرها على شخصياتهم ونمط حياتهم، وينجم عنها أحيانا سلوك عدواني أو سلبي وتصبح هذه السلوكيات السلبية مقلقة ومزعجة ومرفوضة عرفاً وشرعاً، ولهذا أحدثكم اليوم عن كيفية التعامل مع الاستراتيجية الإيجابية وهي أسلوب فعال وناجح وناجع للتخفيف من حالة الاحتقان والتنمر والتوتر بين الناس!
نظرة في سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نجد القدوة الحسنة ونظرة إلى الأديان السائدة في العالم اليوم تجدها كلها بدأت تنحى مسار إزالة التوترات بمزيد من الطمأنينة الدينية الإيمانية، وهناك اليوم نظريات تطبق في العالم تكافئ السلوك الإيجابي وتعمل على نشره في المجتمع والدولة بعيدا عن الحساسيات المفرطة والعقبات في التطبيق الحياتي، فدعم كل الجهود لتقوية السلوك الإيجابي يلاقي رواجا في العالم من ناحية التطبيق، لأنهم اكتشفوا أهميته لأن هذا السلوك الإيجابي له القدرة على بناء شخصية المواطن السوي المتوازن، خاصة عندما يتعلق التطبيق بالأطفال ثم شريحة الشباب فالأكبر والأكبر!
في مجتمعنا صور جميلة من السلوك الإيجابي ومنها ما نراه في (الميديا) والتواصل الاجتماعي للتصفيق للصف الأول والفرق المتطوعة، ونظرية المدح أراها تطبق أيضا من جمعيات النفع العام وقطاعات المجمع المدني التي تشجع كل المبادرات الإيجابية وتدعم انتشار الطاقة الإيجابية ومكافأة السلوك الإنساني الرائع في كل المجالات والقطاعات، ونرجو أن تستمر هذه النقلة النوعية الإيجابية إلى كل جهات الدول الرسمية والقطاع الخاص، فعبارات المدح لها تأثير إيجابي على سلوكيات البشر وينبغي اللجوء إلى مثل هذه التطبيقات الإيجابية لتعزيز الطاقة الإيجابية والنتائج المذهلة من وراء المدح المخصص!
٭ ومضة: ما أجمل أن تحفز قطاعات الدولة وجمعيات النفع العام والاتحادات والمهن والمنظمات والجهات الخيرية والتطوعية أساليب دعم التطبيقات الإيجابية الخاصة بالمشاعر الإيجابية وجعلها (فرض عين) في مجتمعاتنا، فالناس تعبت من وباء كورونا كوفيد 20 ـ 2021م خاصة بعد رجوعنا إلى المربع الأول في الحظر الجزئي وكل الخوف أن يعلن قريبا عن حظر كلي في أيام رمضان الأولى حتى منتصف الشهر لتجاوز التهاني والقرقيعان كما يزعمون!
٭ آخر الكلام: إن نشر سياسة التحفيز ونشر السلوك الإيجابي يعطي كل إنسان متواجد معنا طاقة إيجابية للتوقف عن السلوك السلبي والبعد عن التشنج وكبح سياسة الخزة القاتلة!
إن علينا اليوم أيها السادة تشجيع أطفالنا على الهدوء والإنتاج والمشاركة بدل (الهواش) والصراخ والغضب بلا فائدة تذكر!
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ الكريم في كل مكان، يبقى السؤال كيف تكافئ السلوك الإيجابي؟
كن أنت أولا القدوة وادعم ابنك أو ابنتك للتفاعل مع السلوك الإيجابي عمليا مثل المساهمة في التطوع أو شكر القائمين على كل هذه الأمور الخيرية التطوعية، فبالشكر تدوم النعم.
احرص على أن يبادر ابنك أو تلميذك إن كنت معلما أو معلمة الى ممارسة السلوك الإيجابي ونشره مثل المساعدة في تنظيف البيئة أو شكر الصفوف الأولى بتقديم هدايا رمزية، المهم أن تربط كل هذا بضرورة التحلي دائما بحالة من المزاج النفسي الراقي لينعكس على الآخرين المقلدين لك.
طبِّق سياسة المدح ولتكن عباراتك دائما أنت رائع أنت عبقري أنت متميز أنت جميل أنت…
تذكروا أن الإنسان يحب المدح الصادق المستحق، فطبقوا هذا مع مراعاة الدقة والأمانة حتى لا تكون النتائج عكسية!