وقل للشامتين صبرًا…
بقلم : د.سعد الظفيري
الله سبحانه وتعالى لا يحب الشماتة بأحد، قال الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام “فلا تشمت بي الأعداء ” (الاعراف : 150) وقال النبي صلى الله عليه وسلم “لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك” (رواه الترمذي)
فقد يبتلى المرء بمرض أو فشل أو بلاء أو بموت فتجد من يسر بهذه المصائب ويتشمت به إما لعداوة أو لخصومة بينهم ، فهذا والله يسخط الله عز وجل ويدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين ، وهي تورث العداوات وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات ،ثم هي تعرض أصحابها للبلاء
فالشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخاه المسلم أبداً لأنها من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله ” إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط” (ال عمران : 120)
فينبغي للمسلم العاقل لا يشمتن بأحد فإن عقوبة الشامت في الدنيا هي انتقال المصيبة إليه فبادر بالخلق الحسن والصفات الحميدة للمسلم ، قال تعالى “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” (فصلت :34)
وكما قال الشاعر :
إذا ما الدهر جر على أناس
حوادثه أناخ بأخرين
فقل للشامتين بنا أفيقوا
سيلقى الشامتون كما لقينا
إياك إياك أخي الحبيب من الشماتة بأي مسلم فتظهر السرور والفرح بما أصابه من مصيبة في دينه أو دنياه ، فالنصيحة لك أن تدعو له بالخير وأحمد ربك على السلامة والعافية .
واشتغل بنفسك وأصلح عيوبك ،فسوف تسأل عن نفسك لا عن غيرك .
وقل للشامتين صبرا فإن نوائب الدنيا تدور ….