دالي الخمسان يكتب أحسنوا النوايا
بقلم : دالي الخمسان
يعتبر القلب العضو الأساسي والمهم في جسم الإنسان ودوره في نقل الدم المحمل بالأوكسجين إلى جميع خلايا الجسم، وقد خلقه الله وجعله محلا لمعرفته وإرادته وملكا مطاعا، وجعل سائر أعضاء الجسم مسخرة له ومنقادة لأمره، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله».
من أهم أعمال القلب «النية» وهي القصد في الفعل، وهي عبادة معنوية محلها القلب لا يعلمها إلا الله، وبوجود النية تتميز العبادة عن العادة، وإذا اختلف اللسان والقلب في النية، فالعبرة بما في القلب، وتمر النية في القلب بعدة مراحل أولاها «الهاجس»، وهي الفكرة أول ما تلقى في القلب ثم «الخاطرة»، وهو ما يثبت فيه ثم «حديث النفس» وهو التردد يفعل أو لا، ثم «الهم» وهو أن يترجح عنده الفعل، ثم «العزم» وهو قوة القصد والجزم.
نرى كثيرا من التعاملات اليومية في المجتمع تنقصها النية الصادقة في خدمة الناس وبذل العطاء والمساهمة في نهضة الأمة بالتعليم والصحة والأمن والتجارة وكل شؤون الحياة، فالنوايا يجب أن تكون طيبة ومخلصة في خدمة الكويت وأهلها.
ابدع ابن حبان البستي حين قال:
وحسن الظن يحسن في أمور
ويمكن في عواقبه ندامة
وسوء الظن يسمج في وجوه
وفيه من سماجته حزامه
إن صلاح العبادة يكون بصلاح النية، فالنية الطيبة هي أساس قبول الأعمال، ومن كانت نيته طيبة لزم محبته وفاز بالأجر والعطاء، فكم من شخص رزق بنيته الصافية أكثر مما يتوقع ويتصور، وكثير من الأبواب المغلقة فتحت بالنية الطيبة.
إذا صلحت النوايا نزلت العطايا ورفعت البلايا.
تعلموا حسن النية فإنها أبلغ من العمل ومن خلالها تنقلب المباحات إلى طاعات، وكلما تعددت النيات كان الأجر أعظم، أصلحوا نواياكم كما كان أهل الكويت منذ القدم، تسودهم المحبة والعمل الصالح والإحسان والنية الطيبة، وهو الذي جعل الكويت بلدا آمنا مطمئنا بفضل من الله ونوايا أهلها الطيبين المصلحين.
bnder22@