54 في المئة من الكويتيين عانوا خسارة كلية بالدخل بسبب «كورونا»
أظهر استطلاع أجراه المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM) في صيف 2020 لنحو 135942 ريادياً تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً من 42 اقتصاداً، أن 54 في المئة من الكويتيين (18-64) قالوا إن أسرهم عانت خسارة كلية في الدخل بسبب «كورونا» خلال العام الماضي.
ومع ذلك، هناك نقطة واحدة للتفاؤل وهي أن 8 في المئة من الكويتيين قالوا إن دخل أسرهم زاد نتيجة لفيروس كورونا، وهي ثاني أعلى نسبة بين جميع الاقتصادات المشاركة في الشرق الأوسط وأفريقيا والأعلى على مستوى الدول العربية.
كما أشار 58 في المئة من الكويتيين إلى رغبتهم ببدء عمل تجاري في الكويت خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهي نسبة أعلى بقليل من عمان (57 في المئة).
مستوى الريادة
ويعد تقرير المرصد العالمي دراسة عالمية تجرى من قِبل مجموعة من الجامعات، بدأت في عام 1999 وتهدف إلى تحليل مستوى ريادة الأعمال في مجموعة واسعة من البلدان، وغطت حتى الآن 120 اقتصاداً.وتقيس الدراسة ريادة الأعمال من خلال الدراسات الاستقصائية والمقابلات الميدانية للخبراء، التي يجريها العديد من الفرق من كل بلد.
ويوفر التقرير تحليلاً لخصائص ودوافع وطموحات الأفراد الذين يبدأون أعمالهم، فضلاً عن المواقف الاجتماعية تجاه ريادة الأعمال، ويبحث في السياق الوطني الذي يبدأ فيه الأفراد أعمالهم.
ويعتبر المؤشر الرئيسي للمرصد العالمي لريادة الأعمال، معدل نشاط ريادة الأعمال في المرحلة المبكرة أي نسبة السكان البالغين في الفئة العمرية بين 18 و64 عاماً الذين يعتزمون تأسيس عمل جديد أو قاموا بذلك فعلاً.
تفاعل اقتصادي
ولفت التقرير إلى أن 59 في المئة من الكويتيين ذكروا أن «كوفيد-19» أثر على دوافعهم، ما يشير إلى أن عدداً كبيراً جداً منهم بشكل عام يتفاعلون مع الواقع الاقتصادي الجديد بطريقة ريادية.
وبلغ معدل نشاط ريادة الأعمال في الكويت في مراحله المبكرة 19.2 في المئة، وهو الأعلى بين جميع اقتصادات الشرق الأوسط النظيرة، متقدماً على قطر (17.2 في المئة) والسعودية (17.3 في المئة).
من بين المشاركين في الاستطلاع، أشار 61 في المئة إلى أنهم يرون فرصاً جديدة نتيجة للجائحة، وهي نسبة أعلى بقليل من عُمان باعتبارها الأعلى بين اقتصادات الشرق الأوسط النظيرة، ما يعتبر علامة إيجابية على تعافي الكويت، بحيث يبدو أن نسبة عالية بشكل معقول من رواد الأعمال الكويتيين الطموحين ينتهي بهم الأمر إلى أن يصبحوا رواد أعمال في مرحلة مبكرة كما يتضح من معدل نشاط ريادة الأعمال في المراحل المبكرة.
ويلفت هذا العامل، جنباً إلى جنب مع معدل التوظيف القوي المتوقع بين البالغين الكويتيين، إذ يتوقع 9.5 في المئة منهم توظيف 6 موظفين أو أكثر في غضون 5 سنوات، إلى قدر كبير من تحويل إمكانات ريادة الأعمال إلى تعافٍ محلي.
وبالنسبة إلى «سياسة الحكومة: الدعم والأهمية»، فقد سجلت الكويت 3.5 درجة، محققة المرتبة 38 من بين الاقتصادات المشاركة في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال، والأدنى بين اقتصادات الشرق الأوسط.
رواد العمال
وكان هذا هو الحال أيضاً بالنسبة إلى «برامج ريادة الأعمال الحكومية» في الكويت، بحيث حصلت على 2.9 درجة، والمرتبة 44 بين الاقتصادات المشاركة في المرصد العالمي والأدنى مرة أخرى بين اقتصادات الشرق الأوسط.
وتعقيباً على ذلك، ذكر التقرير إن الحكومة الكويتية ستحتاج إلى الانفتاح أكثر قليلاً في سياساتها إذا كان رواد الأعمال سيساعدون في التعافي من الجائحة.وبين أنه مع ذلك، هناك ملاحظة إيجابية تتمثل في أن وضع «سياسة الحكومة: الضرائب والبيروقراطية» قد سجل 4.5، والمركز 15 بين اقتصادات «GEM» والثالث بين أقرانه في الشرق الأوسط.
وتعتبر درجة الكويت في «المعايير الاجتماعية والثقافية» علامة متفائلة أخرى، تعكس المجتمع الذي لديه مواقف إيجابية حول ريادة الأعمال ولكن قد تكون مقيدة بقرارات سياسية.
وفي «الأعراف الاجتماعية والثقافية»، حققت الكويت 5.8 درجة، والمرتبة 13 بين اقتصادات مؤشر «GEM»، وأعلى من إيران (5.1)، ولكن أقل بقليل من قطر (5.9) وسلطنة عمان (6.0).
وفضَّل الخبراء استجابة رواد الأعمال الكويتيين للجائحة ( حققوا 6.5 درجة والمرتبة 26 بشكل عام)، على استجابة الحكومة (4.1 درجة، المرتبة 32).
تكوين ثروات
أما عن الدوافع التي حفزت رواد الأعمال الكويتيين على تأسيس عمل ونشاط تجاري، فكان دافع تكوين ثروة كبيرة أو تأمين دخل مرتفع جداً هو السبب الرئيسي لدى الكويتيين لتأسيس عمل، حيث بلغت نسبتهم 76 في المئة، مقارنة مع صنع فارق أو أثر في الحياة.
وبلغت نسبة رواد الأعمال الكويتيين في المرحلة الأولى الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً نحو 29.1 في المئة، لتحتل الكويت المركز 6 في المؤشر في هذه الفئة العمرية.
فضلاً عن ذلك، يهيمن قطاع الخدمات الاستهلاكية على نشاط ريادة الأعمال في الكويت، وتبلغ نسبة الذين يعملون في هذا القطاع 52.1 في المئة، مقارنة مع 17.2 في المئة بقطاع الأعمال.