مدير مطارات دبي: جوازات سفر كوفيد الحل الوحيد لإنقاذ صناعة الطيران في العالم
أكد رئيس هيئة مطارات دبي، أكثر المطارات ازدحاما بالركاب الدوليين في العالم، أن جوازات سفر كوفيد هي الحل الوحيد لاستئناف السفر الجماعي إلى الخارج.
وقال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي لبي بي سي: “لا أعتقد أن هناك بديلا (عن استخدام جوازات سفر كوفيد للسماح للمواطنين بالسفر)”.
بينما يرى منتقدو الأنظمة الرقمية بأن جوازات كوفيد تمثل تمييزا ضد أولئك الذين لا يستطيعون الحصول على لقاح.
لكن غريفيث يقول إنه مؤيد تماما للوثائق (الإلكترونية)، ويرى أنها “حتمية”.
وأضاف: “أعتقد أن المشكلة ليست جواز سفر اللقاح وكونه تمييزا، بل هي الحاجة إلى إتاحة اللقاحات ووضع برنامج تلقيح مناسب ومنصف عالميا”.
وتعارض منظمة الصحة العالمية والمجلس العالمي للسفر والسياحة مع هيئات دولية أخرى جوازات سفر اللقاح بسبب المخاوف من أنها ستخلق “مجتمعا من مستويين”.
قطاع الطيران بحاجة إلى 80 مليار دولار للتعافي بعد كورونا
في اليابان، تناول وجبتك في طائرة رابضة على المدرج بـ540 دولارا
كانتاس الأسترالية تواجه كورونا بـ”رحلات سرية”
وكرر الدكتور مايك رايان، من منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي، مخاوفه بشأن الإنصاف والقضايا الأخلاقية المتعلقة بجوازات سفر اللقاح.
وقال “إنهم بحاجة إلى أخذها (هذه القضايا) بعين الاعتبار، خاصة في عالم يتم فيه توزيع اللقاح بطريقة غير منصفة بشكل صارخ”.
ألم اقتصادي
تبحث صناعة الطيران بشكل يائس عن طرق لتسريع وتيرة التعافي بعد الأضرار التي أحدثتها القيود الحكومية وانهيار ثقة الركاب.
وفقا لمجموعة عمل النقل الجوي، كانت صناعة الطيران تساهم بحوالي 3.5 تريليون دولار سنويا في الاقتصاد العالمي قبل الوباء.
لكن مع وقف الرحلات الجوية، انهارت أرقام المسافرين التي تمر عبر مطار دبي الدولي بطريقة مماثلة لما حدث لبقية الصناعة.
ومع ذلك، استمر مطار دبي في الحفاظ على مكانته الدولية، وظل في 2020 أكثر المطارات ازدحاما في العالم بالركاب الدوليين للعام السابع على التوالي ، منذ أن تجاوز مطار هيثرو في لندن عام 2014.
وبلغ عدد المسافرين الذين مروا بمطار دبي رقما قياسيا في 2019، وصل إلى 86.3 مليون شخص، لكن مع توقف الرحلات الجوية بسبب جائحة كورونا انحفض العدد بنسبة 70 بالمئة إلى 25.8 مليون شخص في 2020.
يريد غريفيث أن يرتفع هذا الرقم مرة أخرى، ويقول: “نحتاج إلى الدخول في إدارة المخاطر بدلا من تجنب المخاطر”.
وأضاف: “لا أعتقد أن العالم يمكن أن يعيش بدون هذا التنقل لفترة أطول، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، لكن يمكن أن نفهم أسباب التحفظ الشديد للدول في جميع أنحاء العالم. وآخر شيء يريده أي سياسي هو زيادة أعداد المصابين في بلاده”.
في العام الماضي، شهدت الإمارات العربية المتحدة انكماشا اقتصاديا بنسبة 6.1 بالمئة في ظل التباطؤ العالمي.
بالنسبة لدبي، مركز الشرق الأوسط الذي يلعب دورا رئيسيا في الربط بين الشرق والغرب، يعتبر السفر الجوي أمرا أساسيا لإصلاح الأضرار.
ويوضح رئيس مطارات دبي أنه تم بناء المدينة كمحور عالمي، وساهمت في تطوير مركز تجاري وسياحي هائل هنا في الإمارات.
وأضاف غريفيث: “لذلك نحن محل اهتمام، لأن 35 بالمئة على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي يعتمد على تيسير السفر والسياحة، لذلك فإن لها تأثيرا كبيرا هنا”.
وللتغلب على الأزمة، قام المطار بخفض التكاليف عن طريق إغلاق مباني الركاب والاستقبال بالكامل، مما يعني تجنب خطة إنقاذ من حكومة دبي.
ويوضح غريفيث: “وصلنا لوضع يمكننا من تغطية جميع تكاليفنا بحوالي 20 بالمئة من طاقتنا الإنتاجية وهو ما نعمل به في الوقت الحالي”.
ويضيف أنه تم تخفيض الوظائف من 8500 وظيفة إلى 2500 فقط. “لقد تسبب هذا في الكثير من الألم لكثير من الناس. لكننا في وضع جيد للتعافي الآن.”
أنظمة منافسة؟
أدت الرغبة في التعافي وتجنب تفشي فيروس كوفيد-19 إلى ظهور العديد من تصاريح السفر المختلفة لكوفيد. ويعمل الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين واتحاد النقل الجوي الدولي جميعا على مخططات مماثلة.
يقول غريفيث إنه حتى لو تم إدخال أنظمة متعددة لفحص الركاب، فإن مطار دبي يمكن أن يتجنب طوابير الانتظار مثل تلك الموجودة في مطار هيثرو.
ويضيف قائلاً: “أيا كان النظام، سنعمل على تكييف عملياتنا لضمان عدم وضع ركابنا في طوابير طويلة ضخمة”.
إجراءات السلامة
يتم الاعتناء بالركاب الذين يسافرون بالطائرة من خلال “مستويات النظافة التي تقارب ما يجري في المستشفيات”، بالإضافة إلى التباعد الجسدي والإصرار على ارتداء الكمامة.
كما تساعد التكنولوجيا أيضا في وقف انتشار الجراثيم، من خلال تسريع إجراءات تسجيل الوصول بدون تلامس وترتيبات الهجرة.
عندما يتعلق الأمر بالقواعد، فإن الركاب “يلتزمون بشكل جيد للغاية، لأننا نتأكد من التزامهم بها”، كما يقول غريفيث.
وأضاف: “نحن نراقبهم عن قرب، وهناك 6000 كاميرا مراقبة تراقب تدفق الركاب، لأنه علينا أن نحافظ على كل شيء يتحرك آمنا ومؤمنا”.
إذا كان السفر الجوي الدولي سيتحرك مرة أخرى، يرى غريفيث أن “الأمر متروك للبلدان لتقرير متطلبات الدخول إليها، والأمر متروك لشركات الطيران والمطارات في جميع أنحاء العالم لتطبيقه”.
ويضيف “إذا نجح كل هذا، واجتمع الجميع معا، فستكون جوازات سفر اللقاح وسيلة بسيطة جدا لنا للسفر بدون وثائق حول العالم”.