المكراد : مشروع لتحويل «الإطفاء» إلى هيئة مستقلة ونأمل تعديل القانون
جريدة الجريدة
كشف المدير العام للإدارة العامة للإطفاء الفريق خالد المكراد عن دراسة جديدة لإجراء تعديلات على قانون الإطفاء، بعد مرور نحو أربعة عقود عليه، مؤكداً أن التعديلات تهدف إلى إعطاء صلاحيات أوسع للإدارة، بما يصب في مصلحة الإطفائيين. وأكد المكراد في حوار مع «الجريدة» أن الترقيات تسير حسب القانون، ووفق ما تستوجبه مصلحة العمل، مبيناً أن البدلات ستقر مستقبلا، وستكون من خلال اللجنة الرباعية، ولن تكون على حساب بدلات قائمة لرجال الإطفاء حالياًَ. وأوضح أن موضوع البدل النقدي للإجازات، وصرف البدلات لها سيعالج في القانون الجديد، الذي تقوم الإدارة بدراسته. ونفى أن تكون معدلات الإصابات في صفوف الإطفائيين مرتفعة، مؤكداً أن رجال الإطفاء يعملون في بيئة خطيرة، والإصابات واردة، ولكنّ هناك حرصاً على رفع مستوى اللياقة… وفيما يلي نص الحوار:
• هل توصلتم إلى أسباب حريق بنك الائتمان؟ وما عدد رجال الإطفاء المشاركين؟
– نعم توصلنا إلى السبب، بعد إجراء تحقيقات موسعة، إذ تبين أنه بسبب أعمال لحيم، وقد تمكنت فرق الإطفاء من محاصرة الحريق الذي نشب بمبنى قيد الإنشاء تابع لبنك الائتمان الكويتي ومنعت انتشاره إلى المباني المجاورة، إذ إن المساحة الكلية للموقع تبلغ نحو 19 ألف متر مربع، وأثناء الحريق كان رجال الإطفاء يعولون على وجود كاميرات يمكن أن تحدد الفاعل أو إذا ما كان الحريق متعمداً، أما عدد رجال الإطفاء الذين شاركوا في التعامل مع ألسنة اللهب على مدار 3 ساعات فبلغ 150 إطفائياً وضابطاً وضابط صف، فيما بلغت الآليات المشاركة 60 آلية إلى جانب سلالم الإطفاء الهيدروليكية التي تُستخدم في الارتفاعات العالية، وكانت ٩ فرق إطفاء قد تمكنت بعد جهود مضنية استمرت أكثر من 3 ساعات من السيطرة على الحريق، وتم على الفور توجيه فرق إطفاء مراكز مشرف، وصبحان، والشهداء، والإسناد، والإنقاذ الفني، والعارضية، والهلالي، والفحيحيل، وكاظمة للتعامل مع الحادث، حيث وصلت أول فرقة إطفاء للموقع من مركز مشرف وشرع رجال الإطفاء بمكافحة الحريق.
• هل وضعتم شبكة جديدة لفوهات الحريق في الكويت؟
– فوهات الحريق الموجودة في الكويت تفي بالغرض، وعندنا مشكلة وقت الضغط في بعض المناطق نهاراً، ووقت الذروة يكون الضغط قليلا، ولكن في الليل تكون هناك زيادة.
• هل الإدارة العامة للإطفاء تعاني نقصاً في العنصر البشري؟
– لا نعاني نقصاً في العنصر البشري، فالإدارة تعمل على الاكتفاء بالعنصر البشري المطلوب لأداء المهام بناء على خطط لخمس سنوات مقبلة، ونحن مستمرون في إنشاء دورات جديدة حسب الخطة المرسومة حالياً.
• كم مركزاً موجوداً للإطفاء حالياً؟
– لدينا 41 مركزاً ما بين مطارات وبحرية وبرية.
• هل توجد حالياً خطط لإنشاء مراكز بحرية؟
– سنفتح مركزاً جديداً في مدينة صباح الأحمد، وهناك مركزان بحري وبري في مدينة صباح الأحمد البحرية، كما أن هناك مركزاً جديداً في الخطة الحالية.
إنشاء مراكز إطفاء
• هل يوجد في الخطة الجديدة مركز لإطفاء غرب الصليبيخات؟
– نعم موجود، ولكنه ليس جاهزاً الآن، كما يوجد لدينا مراكز للإطفاء في مدينة جابر الأحمد، وعبدالله المبارك وسعد العبدالله، فهذه المراكز ستنشأ خلال العام القادم، وسيفتتح قريباً مركز إطفاء المنقف، وكذلك مركز مدينة صباح الأحمد.
• هل هناك دورات جديدة للإطفائيين؟
– نعم يوجد دورات تم إعلانها الأسبوع الماضي، ونحن الآن بصدد إجراءات تسجيل القبول بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات.
• هل هذه الدورات لضباط الاختصاص أم لخريج الثانوية العامة؟
– هذه الدورات تخرج ضباطا ومساعدين لمهندسي الإطفاء، ونحن في الإدارة العامة للإطفاء وضعنا نظاما شفافا يحقق العدالة لجميع المتقدمين بدون أي تجاوزات، وأنا جردت نفسي من أي استثناءات في موضوع الدورات كلها، فلابد أن يخضع المتقدمون لمسألة الوزن والطول المناسبين، ويتم ذلك عن طريق الحاسب الآلي، ثم يذهب المتقدم للمرحلة الثانية وهي السباحة، التي يكون اختبارها مراقبا بالكاميرات، ونراعي هل سبح المتقدم إلى نهاية المسافة، كما يقوم المتقدم باختبار التحمل، وجميع هذه الاختبارات ليس فيها استثناءات، وبعدها يخضع المتقدمون لقرعة علنية في احدى صالات النوادي الكبرى بحضور وسائل الإعلام، وسأضرب مثالا للتوضيح في دورة مساعد مهندس، كان العدد المطلوب هو 60 وتقدمت أعداد كبيرة وصلت إلى قرابة الـ 1000 وتمت تصفيتهم الى 600 متقدم، ونحن نفخر بأن الإدارة تحقق العدالة والشفافية لجميع المتقدمين من أبنائنا الكويتيين، ونفخر أيضا بأننا لم نعط استثناءات لأحد.
• يدور حديث حالياً بوجود هيئة مستقلة للإطفاء بعيداً عن الخدمة المدنية… إلى أين وصلتم؟
– آخر قانون إنشاء للإدارة العامة للإطفاء عام 1982، فمع التغير الذي يحدث في الإدارة وزيادة عدد منتسبيها وزيادة مراكزها والتحديات الكبيرة التي ظهرت في البلد خلال الـ34 سنة الماضية، ونسبة الصلاحيات التي منحت للإدارة من ضبطية قضائية ومخالفات، فإن كل هذا أدى إلى ضرورة تعديل قانون الإدارة، وذلك جاء بدعم كامل من الشيخ محمد عبدالله المبارك، الذي تفهم مطالب الإدارة، ونأمل تعديل القانون لمزيد من الصلاحية، حتى نقوم بالمهام المنوطة بنا بقوة واهتمام.
• هل نقول إن هناك هيئة عامة مستقلة للإطفاء أم انها عسكرة للإطفاء؟
– مرسوم إنشاء الإدارة العامة للإطفاء ينظم هذا الجهاز تنظيما عسكريا، ويعادل في الرتب والمرتبات قوة الشرطة، ويطبق عليه الضبط والربط في إجراءات العمل ومكان الحادث لما لعملنا من أهمية في حماية الأرواح والمنشآت، ويتمتع رجال الإطفاء بالأوسمة والرتب التي يتمتع بها فقط العسكريون، وخير دليل على ذلك، انضمام الإطفاء الى اللجنة الرباعية، الجيش والشرطة والحرس الوطني.
الترقيات
•ماذا عن الترقيات في الإدارة العامة للإطفاء؟ وهل هناك ترقيات بصدد إعلانها أو اعتمادها قريبا؟
– الترقيات تسير حسب ما تقتضيه القوانين، أو حسب ما تستوجبه مصلحة العمل والارتقاء بالأداء فيها، وأيضا بما يتوافق مع ما هو معمول به في الجهات العسكرية في احتساب المدة الواجب البقاء فيها حتى يحصل الضابط على الترقية التي تعلو رتبته، وبالتالي فإن الترقيات لا تتوقف ومستمرة، وهناك دفعات لاحقة ستقر متى انطبقت الاشتراطات القانونية واستبقاء الفترة الزمنية التي تتوافق ما بين الرتبة وسنوات البقاء فيها، ففي الإدارة بعد 18 سنة خدمة يصل الى رتبة عميد، أما قرناؤه في الجيش والشرطة فيصلون إلى هذه الرتبة بعد 21 عاما، ولابد ان يكون هناك توافق في عملية الترقيات من رتبة إلى رتبة حتى يكون هناك توافق مع باقي الجهات العسكرية.
اللجنة الرباعية
• ما صحة قرب اعتماد بدل أمني لرجال الإطفاء وبقية الأجهزة العسكرية؟
– جميع البدلات تبحث في اللجنة الرباعية، وإلى الآن لم تصل إلينا قرارات بذلك.
•هل البدل الأمني سيؤثر على بدل النوبة أو بدلات أخرى مثل بدل الخطر؟
– أي بدلات جديدة لن تؤثر على بدلات معمول بها، ونحن نسعى إلى زيادة البدلات وليس نقصان القائمة حاليا.
• ما الجديد في إجراءات العمل بقطاع الوقاية؟
– انتهت مؤخرا خطوات العمل بإنجاز رخص المشاريع في غضون 24 ساعة، كرخصة مؤقتة تتيح للملاك إنهاء إجراءاتهم مع جهات الدولة، وستكون البداية مع السكن الخاص.
• ما هي التعديلات؟ وما أسباب هذا التوجه؟
– ضمن سعي الإدارة العامة للإطفاء للتطور في جميع المجالات نعمل على تطوير قانون الإطفاء، ليتواكب مع متطلبات المرحلة وما تكشف من ممارسات تستوجب التعديلات، حيث إن القانون صدر في عام 1982، واسباب هذا التوجه تأتي لإعطاء صلاحيات أوسع للإدارة العامة للإطفاء للقيام بالمهام المطلوبة خلال المرحلة المقبلة.
• هل سيتم تخصيص ناد لرجال الإطفاء؟
– الإدارة العامة للاطفاء تعيش عصرها الذهبي ولم تحظ مثلما تحظى به حالياً من اهتمام، وتجلى هذا الاهتمام في أبهى صوره بزيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وهي زيارة تاريخية ودلالة على اهتمام صاحب السمو الأمير، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، والمؤكد أن هذا الاهتمام مصدره ومبعثه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالإنابة الشيخ محمد العبدالله، والذي لا يتردد في تبني ما نحتاج إليه، وبالتالي هناك تفاؤل بأنه سيتم قريباً تخصيص أرض في موقع متميز لبناء ناد لرجال الإطفاء.
نتيجة إيجابية
• نجد صعوبة في وصول آليات الإطفاء إلى الأماكن المزدحمة، فهل وجدتم حلا لها مع وزارة الداخلية؟
– من الأماكن التي يصعب الدخول إليها والتعامل معها يكون صعبا منطقتا الجليب والشويخ، وهاتان المنطقتان تسببان هاجسا كبيرا للإدارة العامة للاطفاء، وأتمنى أن نصل إلى نتيجة إيجابية مع الاخوان في بلدية الكويت والجهات الحكومية المعنية بأن يتم تنظيم الشويخ الصناعية تنظيماً يضمن إجراءات الأمن والسلامة، ويضمن دخول سيارات الإطفاء، وعدم انتشار الحريق بين المخازن والشركات والكراجات.
• هل فكرتم في إنشاء مراكز أو فرق صغيرة للإنقاذ؟
– مركز الإنقاذ الفني من المراكز ذات التخصص المعنية بالتعامل مع الانهيارات وفرق الإنقاذ مدربة تدريبا على أفضل مستوى، ومدربة على الإسعاف الأولي للقيام بالمطلوب إلى حين وصول آليات الإطفاء.
مركز المواد الخطيرة
• هل هناك فرصة لتطوير مركز المواد الخطيرة خصوصا أننا معرضون لهجوم كيماوي، فهل المركز مهيأ لمثل هذه الظروف؟
– عملنا على تجهيز مركز مبارك الكبير للمواد الخطيرة تجهيزا عالي المستوى، فلا توجد أي معدات في أي دولة فيما يتعلق بالتعامل مع المواد الكيماوية إلا تجدها متوافرة لدينا، وإذا حصل أي تطور في هذا الموضوع فإننا نكون سباقين للحصول عليه.
• هل فكرتم في استخدام الطيران في الإطفاء؟
– عملية استخدام الطيران في الإطفاء لا تصلح إلا في حرائق الغابات، وحسب الإحصائيات فإن عدد الحوادث قليل جداً، وأرى أنه من الضروري وجود تكامل وتنسيق بين الجهات الحكومية، مع مراعاة عدم وجود ازدواجية في جلب المعدات والأدوات من خلال التعاون مع الاخوان في سلاح الطيران، ولله الحمد عندما يطلب من «الإطفاء» أي طلب أو إسناد تكون التلبية فورية، سواء في البر أو البحر، وقريباً سيدخل الطيران الحرس الوطني.
• هل يحق لرجال الإطفاء أسوة بقطاعات عسكرية أخرى بيع الإجازات؟
– نعمل على عدم استقطاع بدلي الطعام والنوبة، أثناء تمتع رجل الإطفاء بالإجازة الدورية والإدارية، وهذا من الأسباب التي استدعت إجراء دراسة جدية بتعديل قانون رجال الإطفاء.
• هل هناك جديد فيما يتعلق بمساواة الإطفاء بالشرطة والجيش في موضوع البدلات؟
– نحن بصدد دراسة تعديلات على قانون الإطفاء، أحد هذه التعديلات التشريعية الحصول على صلاحيات واستقلالية في استمرارية البدلات التي أشرت إليها، بحيث يتمتع رجل الإطفاء بكل بدلاته خلال عمله أو خلال إجازاته المستحقة.
مستقبل الجامعيين
• ما مصير الإطفائيين الجامعيين في الترقي إلى رتبة ضابط؟
– الإطفائي الحاصل على إجازة دراسية حسب التخصص الذي عين بموجبه في الإطفاء تتم الموافقة له وتكون دراسته معترفا بها، أما من يجمع بين الدراسة والعمل فهناك قوانين وقرارات تمنع ذلك، كذلك الأحكام القضائية التي صدرت لمن لجأ للقضاء منعت ذلك.
• هل إصابات الإطفائيين ناتجة عن قصور في التدريب؟
– رجال الإطفاء يعملون في بيئة خطيرة، وفي بيئة لا يتوقعون ما سيلحق بهم، والإحصائيات تشير إلى أن عدد الإصابات المتوقعة في الكويت مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية متعادلة، وهذا يعني ان رجال الإطفاء يعاملون وفق أقصى إجراءات السلامة، ونحن نحرص على توفيرها، ويعملون في بيئة خطيرة، وأحيانا يذهبون للتعامل مع حريق سرداب ويكتشفون انه مخالف، وبخلاف المخطط، ومع ذلك يتعاملون مع الحريق، الاطفائي الواحد يرتدي زيا بوزن 16 كيلوغراما، إلى جانب أجهزة التنفس، والحرارة في موقع الحرائق تبلغ 300 درجة، وبالتالي الإصابة المتوقعة واردة، وعموماً نحن نحرص أشد الحرص على لياقة رجال الإطفاء، ونحتسب اللياقة في التقرير، ونحفزهم على الحفاظ على لياقتهم في افضل صورها، ونؤهلهم للعمل في بيئات خطيرة ببرامج تدريبية، ورغم ذلك فلا احد يستطيع وقف الإصابات، نظرا لبيئة العمل الخطيرة التي تطرقت إليها.
أكاديمية الإطفاء
• ماذا عن أكاديمية الإطفاء؟، وهل ستعد صرحا علميا له انعكاس ايجابي على المهارات التخصصية في هذا المجال؟
– أكاديمية الإطفاء اعتمدت مؤخرا كأحد مشاريع خطة التنمية، ومن المؤكد أنها ستكون اضافة كبيرة في علم الاطفاء، وقد انتهينا من المرحلة الأولى، وقمنا بإعداد المناهج والمخططات المعمارية، وجار حاليا إنجاز المرحلة الثانية بتنفيذ بعض المشروعات وتأهيل بعض المدربين، وتعتبر دورة مساعد مهندس علوم إطفاء المقامة حاليا باكورة العمل في الأكاديمية، ونأمل خلال عامي 2018 و2019 أن يتم الانتهاء من المرحلة التالية.