في مؤشر على تجاوز تداعيات كورونا خلال الآونة القريبة المقبلة، أكد رئيس مجلس الوزراء، سمو الشيخ صباح الخالد، أن التطعيم والاشتراطات الصحية يسرّعان عودة الحياة الطبيعية، في وقت اعتبر نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ حمد الجابر أن هناك ترتيبات وإجراءات تجرى لفتح المنافذ البرية والمطارات خلال شهر.
مواقف الشأن الداخلي لم تحجب همّ فلسطين والمجازر الإسرائيلية عن رئيس الوزراء التي عبّر عنها على هامش زيارته لقاعدة محمد البحرية مساء أمس الأول، حيث كان في استقباله الجابر، ووزير الداخلية الشيخ ثامر العلي، ورئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن الشيخ خالد الصالح ونائبه الفريق الركن فهد الناصر.
وأكد رئيس الوزراء، في هذا السياق، أن الكويت لم ولن تدخر أي جهد لمساعدة الأشقاء في فلسطين، وتقديم كل ما تستطيع لدعمهم ومساندة قضيتهم العادلة.
وأضاف أن “دورنا لا يقتصر فقط على العمل السياسي وتكثيف الجهود والاتصالات واللقاءات لنصرة إخواننا الفلسطينيين، لكننا نعمل أيضا على تقديم كل ما نستطيع من عون لتخفيف الأعباء عنهم”.
وقال سموه إن “المشاهد التي رأيناها في آخر أيام شهر رمضان المبارك وأول أيام عيد الفطر لما يتعرّض له إخواننا في فلسطين المحتلة من مجازر ترتكب بحق الأطفال والنساء والمدنيين من قبل قوات الاحتلال أمر مؤلم ومحزن، ونستغرب صمت مجلس الأمن الذي من المفترض أن يكون لهم دور في حماية إخواننا الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن مواصلة الجهود والاتصالات واللقاءات الدولية رسالة واضحة من الجميع إلى مجلس الأمن بأن يتحمّل مسؤولياته في الأمن والسّلم الدوليين، والمحافظة على حقوق الأشقاء في فلسطين المحتلة.
إسهامات بمواجهة «كورونا»
وفي مستهل الزيارة، نقل سمو رئيس مجلس الوزراء في كلمة له تحيات وتهاني سمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد لمنتسبي وزارة الدفاع والقوة البحرية من القادة والضباط والأفراد بمناسبة عيد الفطر السعيد.
وعبّر سموه عن فخره واعتزازه بالإسهامات الكبيرة التي قدّمتها وزارة الدفاع بكل قطاعاتها في مواجهة أزمة فيروس كورونا، ومن بينها القوة البحرية التي قامت بمسؤوليات التعقيم في مختلف أنحاء البلاد ودورها في مساعدة الفرق الحكومية بهذا الشأن.
وقال رئيس الوزراء: “نأمل بإذن الله، وبتعاون والتزام الجميع وتمسُّكنا بالاشتراطات الصحية والتطعيم أن يسرع ذلك بعودة الحياة الطبيعية في البلاد”.
وأعرب سموه عن شكره وتقديره للقوة البحرية على ما تحمّلته من مسؤوليات وأدائها الواجبات المنوطة بها على أكمل وجه، مؤكدا أن هذه الحصيلة جاءت نتيجة التدريب المستمر والتجهيز المتميز.
وعبّر سمو رئيس مجلس الوزراء عن تطلعه لمواصلة العمل يدا واحدة لتجنيب المواطنين والمقيمين أضرار فيروس كورونا المختلفة، سائلا العلي القدير أن يرفع هذا الوباء عن وطننا الغالي والعالم.
وأعرب سموه عن سعادته بوجوده في عرين حماة الوطن ومشاركة منتسبي القوة البحرية في هذه المناسبة السعيدة، داعيا المولى القدير أن يعيدها على بلادنا بمزيد من الأمن والاستقرار والازدهار، في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد وسمو ولي العهد.
«نواخذة الكويت»
من جهته، ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع كلمة بالمناسبة، هنأ فيها القيادة السياسية بعيد الفطر، وقال “نعبّر عن خالص شكرنا وتقديرنا واعتزازنا وفخرنا لما يلقاه رجال القوات المسلحة من رعاية واهتمام وتكريم وامتنان من قيادتنا الحكيمة، والذي نشهد آثاره اليوم من خلال زيارات سموكم الدورية لأبنائكم حماة الوطن بمختلف قطاعاتهم البرية والجوية والبحرية في لفتة كريمة وعادة حميدة تسهم في رفع معنوياتهم ودفعهم لبذل المزيد من الجهد والعطاء لخدمة هذا الوطن المعطاء.
وأضاف: إن لمنتسبي القوة البحرية (نواخذة الكويت) تاريخا حافلا بالعطاء والبذل، فقد شاركوا عام 1990 في عملية عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت، وكان لهم السبق في رفع علم الكويت خفاقا على جزيرة قاروه، أول أرض كويتية يتم تحريرها من يد المحتل الغاصب، وللقوة البحرية كذلك إسهامات ومشاركات وتمارين عديدة مع قوات درع الجزيرة المشتركة، تهدف إلى تعزيز مفهوم العمل الجماعي والدفاعي المشترك بين القوات البحرية بدول مجلس التعاون، إضافة إلى مشاركتهم ضمن مجموعة الواجب مع القوات البحرية الدولية لتأمين مياه الخليج، وهو ما يسهم بدوره في رفع قدراتهم القتالية وكسبهم المزيد من الخبرات من خلال مثل هذه المشاركات مع القوات البحرية في الدول الشقيقة والصديقة.
وختاما، نسأل المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا للعمل لما فيه خير البلاد والعباد، وأن تكلل جهود سموكم في تحقيق تقدّم ورفعة وازدهار وطننا الحبيب، في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين.
فتح المنافذ
وفي تصريح له خلال الزيارة، أعلن وزير الدفاع رئيس اللجنة العليا لطوارئ كورونا أن هناك ترتيبات وإجراءات تجرى لفتح المنافذ البرية والمطارات خلال شهر.
وأضاف أن العودة للحياة الطبيعية ستتم تدريجيا في البلاد، مشيرا إلى الحرص على صحة المواطنين والمقيمين.
وقال وزير الدفاع: “هناك قرارات سترى النور قريبا من قبل اللجنة، وإضافة إلى اجتماع الأسبوع القادم لوزير الصحة مع وزراء مجلس التعاون لعودة الحركة السياحية عن قريب”.
انخراط المرأة تدريجياً بالجيش
قال وزير الدفاع: سوف تسمعون عن الجيش الكويتي كل خير… وجيشنا باسل ومقدام ونذر نفسه لحماية هذه الأرض الطيبة، وهو الدرع الحصينة لأهل الكويت جميعا.
وفي رد على سؤال عن دخول المرأة الكويتية في السلك العسكري، قال: نتمنى أن تكون هذه الخطوة موجودة، ونستطيع في المرحلة الأولى البدء بالجهاز الطبي والأعمال الإدارية، وأتمنى من رئيس أركان الجيش أن يعينني في هذه الخطوة، خصوصا أن المرأة الكويتية أصبحت أكثر من نصف المجتمع، ووجودها سيساعد إخوانها العسكريين على الانضمام للصفوف الأولى وعلى الجبهة.
القطع والآليات البحرية
اطلع سمو رئيس مجلس الوزراء خلال الزيارة على عدد من القطع والآليات البحرية، إضافة إلى ورش القاعدة الفنية والوحدات البحرية الخاصة بها.
كما استمع سموه إلى إيجاز حول طبيعة المهام والواجبات المناطة بالقوة البحرية وعمليات التنسيق الدائم والتعاون القائم مع وزارة الداخلية، ممثلة بالإدارة العامة لخفر السواحل ومختلف المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بالنشاط البحري في البلاد.
وقد أقام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مأدبة غداء على شرف رئيس مجلس الوزراء، حضرها وزير الداخلية وكبار قادة الجيش.
أشار تقرير إعلامي خلال الزيارة الى أن التاريخ العسكري يخلّد في صفحاته بأحرف مضيئة البطولات والتضحيات التي قدّمها حماة الوطن من أبطال الجيش الكويتي عبر مسيرتهم الحافلة بالعطاء، ترجمة لنهج دولة الكويت الدائم في دعم ومساندة الأشقاء العرب، وتجسيدا لروابط الدم والأخوة والمصير المشترك، وتأكيدا لنهج قيادتنا الحكيمة وسياستها ومواقفها الثابتة والراسخة في دعم مختلف القضايا العربية والإنسانية.
ومن صور المشاركات البطولية للجيش الكويتي، عبر تاريخه، قيامه بعد صدور الأمر الأميري عام 1967 بتحريك لواء اليرموك للتوجه فورا إلى مصر، للوقوف إلى جانب القوات العربية في معركة “الشرف والكرامة”، تبعه بعد ذلك لواء الجهراء على الجبهة السورية للمشاركة في هذه الملحمة التاريخية عام 1973.
كما شارك منتسبو الجيش الكويتي عام 1993 في عملية حفظ السلام والعمليات الإنسانية في الصومال، وفي عام 1990 وقف منتسبو الجيش الأبطال بكل شجاعة وفداء في وجه عدو غاصب أراد غزو بلدهم، متجاوزا بذلك جميع الأعراف والقوانين الدولية وروابط الأخوة وحسن الجوار، فكانت النتيجة وقوف العالم بأسره إلى جانب الحق الكويتي العادل، وسطر حماة الوطن حينها أروع الأمثلة في البطولة والإقدام والتضحية، وذلك من خلال مشاركتهم في عملية عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت، فكانوا في طليعة القوات المتقدمة نحو تطهير تراب هذا الوطن الغالي من رجس الطغاة.
وقد أولت قياداتنا المتعاقبة بالغ عنايتها واهتمامها بالقوات المسلحة، وذلك من خلال دعمها ومتابعتها لكل الجهود التي تبذل في سبيل بناء وإعداد منتسبي الجيش الكويتي، فأنشأت الكليات والمعاهد المتخصصة في التأهيل والتدريب العسكري بمختلف اختصاصاتها، إلى جانب ابتعاثها العسكريين في دورات خارجية لدى أعرق المؤسسات العسكرية في العالم، بهدف كسب العلوم والخبرات التي تؤهلهم للعمل على منظومات الأسلحة والمعدات الحديثة، كما تعكس الزيارات الدورية من قبل القيادة لمختلف وحدات الجيش ترجمة حقيقية وواقعية للأهمية والمكانة التي يحتلها منتسبو القوات المسلحة لدى قيادتهم، والتي تسعى دائما إلى تفقّد أحوالهم وتلمُّس احتياجاتهم ومتابعة شؤونهم العلمية والعملية كافة.
وللقوة البحرية الكويتية تاريخ حافل بالعطاء والبذل، وإسهامات ومشاركات عديدة مع قوات درع الجزيرة وتمارين مشتركة تهدف إلى تعزيز مفهوم العمل الجماعي والدفاعي المشترك بين القوات البحرية بدول مجلس التعاون، إضافة إلى مشاركتها ضمن مجموعة الواجب مع القوات البحرية الدولية لتأمين مياه الخليج، علاوة على قيامها بدورها الأساسي في العمل على تعزيز الأمن داخل مياهنا الإقليمية والاقتصادية والدولية، وتأمين الممرات المائية للسفن التجارية والنفطية وتعاونها الدائم والمستمر مع إدارة خفر السواحل ومختلف المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بالنشاط البحري بالبلد.
