جلسة «رؤية جديدة للإعلام»: الإعلام التقليدي والإلكتروني مكملان لبعضهما
استكمل ملتقى يوم الاعلام الكويتي الذي تنظمه الجمعية الكويتية للاعلام والاتصال عقد جلساته بعقد الجلسة الثانية والتي حملت عنوان «رؤية جديدة للاعلام»، بمشاركة عدد من الاعلاميين والمتخصصين والاكاديميين وهم استاذة الاعلام بجامعة الكويت د.فاطمة السالم وامين عام اتحاد الاعلام الالكتروني زيد الصانع والاعلاميين حمد قلم وجاسم العبوة ومقدم البرامج أحمد العنزي والصحافية ريم الميع، ومدير قناة المجلس سليمان السمحان ورئيس مركز مسارات للدراسات والبحوث طلال الكشتي، وادار الندوة الاعلامي ضاري البليهيس بحضور رئيس الجمعية الكويتية للاعلام والاتصال الاعلامي ماضي الخميس.
وفي البداية ذكرت استاذة الاعلام بجامعة الكويت د.فاطمة السالم: ان الاعلام الكويتي تأسس على قواعد متينة وكانت له الريادة على مستوى دول الخليج العربي، ولكن اصابته مؤخرا حالة من الركود في التطور بسبب ضعوطات على الحريات الاعلامية، مؤكدة اهمية تطوير الاعلاميين من اجل تطوير الاعلام، وذلك من خلال الاستثمار البشري عبر الاهتمام بعقد دورات تدريبية مكثفة لاعداد المذيعين والمعدين والمخرجين وإقامة ندوات توعوية للاستثمار في الطاقات الشبابية لاسيما ان الكويت سباقة دائما في المجال الاعلامي.
وأضـافــت د.السـالـــم: بعد الانتقال الى الاعلام الالكتروني و«السوشيال ميديا» كانت الكويت كذلك سباقة في هذا المجال على مستوى دول الخليج وذلك بناء على الدراسات والاحصائيات التي اجريت مؤخرا، مؤكدة ان الامكانيات والطاقات الشبابية موجودة لكنها بحاجة الى اعادة الثقة في الشباب وتعزيزها واعطائهم مساحة للتعبير عن آرائهم وابداعهم الاعلامي لتطوير مهاراتهم.
ثقة الجمهور
وعلى صعيد متصل اوضحت د.السالم انها أجرت دراسة علمية حول مصدر استقصاء الجمهور للمعلومات على مرحلتين، وهل الجمهور يأخذ المعلومة من الاعلام التقليدي ام من «السوشيال الميديا»، موضحة ان الجمهور الكويتي يحصل على المعلومة من «السوشيال ميديا» ولكنهم يتأكدون من صحتها من الاعلام التقليدي، مشيرة إلى أن الاعلام التقليدي ما زال مصدر ثقة اكثر من الاعلام الالكتروني ومازال ينال ثقة الجماهير.
وحول حرية الاعلام قالت لا يوجد اعلام حر 100% لاسيما ان هناك قوانين لا تحد من حرية الاعلام بقدر من انها قوانين منظمة للاعلام، قائلة: لا بأس من وجود القوانين ولكن لابد من اعطاء مساحة أكبر للتعبير وحرية الاعلام.
وافادت د.السالم بانه يجب ان لا ننسى ان الاعلام الحكومي في الكويت اعلام غير ربحي فتلفزيون الكويت هدفه غير ربحي لأنه تلفزيون الدولة ويخدم الدولة فيغيب عن التنافس فوجود اعلانات او عدم وجودها لا يفرق، وشهد تلفزيون الكويت تطورا هذه السنة والجميع يشهد بذلك.
إبداعات الشباب
وتابعت د.السالم: الدورة البرامجية خلال شهر رمضان في تلفزيون الكويت كانت متميزة، وأيضا كان في تطور في نوعية البرامج الحوارية وتم اعطاء فرصة للشباب اكثر والاستعانة بالشباب في اخراج الفلاشات بسبب ان وزير الاعلام ووكيل الوزارة اعطيا فرصة للشباب لاخراج ابداعهم وطاقاتهم.
وذكرت د.السالم: في بداية الاعلام في الستينيات كان الاعلام يجدد اجندة الجماهير، ولكن بعد سنوات من الدراسات اكتشفوا انه ليس فقط الاعلام من يحدد اجندة الجمهور بل الجمهور أيضا يحدد اجندة الاعلام من خلال المواضيع التي تجذبه.
محاربة الشائعات
من جهته، اوضح امين عام اتحاد الاعلام الالكتروني زيد الصانع انه لابد من محاربة الشائعات التي بدات تنتشر بشكل سريع في المجتمع الكويتي، وذلك من خلال وسائل الاعلام بتحري الدقة في نقل الخبر واخذ الخبر من المصدر الرئيسي وعدم تداول الشائعات مع الحفاظ على العادات والتقاليد.
وافاد الصانع بأن الحكومة ملزمة بدعم الاعلام الرقمي وفق القانون 8 على 2016 المادة 3 فالحكومة تدعم معنويا وماديا وفنيا وعلميا، متمنيا من جميع الوسائل الاعلامية تحري الدقة في نقل الخبر فالساحة تعج بمحطات ووسائل التواصل الاجتماعي والاشاعة سهل بثها ولكن من الصعب نفيها، ونحتاج الى قدر من المسؤولية وتوعية الناس والشباب ولابد من محاربة الشائعة في نفس الوقت قبل انتشارها خاصة ان الاعلام الحكومي يمتلك الامكانيات.
دورات تثقيفية
وتابع الصانع: نحتاج الى دورات لتثقيف العاملين في المجال الاعلامي، فمجتمعنا اليوم اصبح الكل يعمل في الاعلام بسبب انتشار الاعلام الرقمي، لاسيما وان الساحة تعج بالحسابات الاخبارية التي تعدت 460 والمرخص منها فقط بخلاف الحسابات غير المرخصة، مبينا أن منصات التواصل الاجتماعي اليوم ساعدت الحكومة في ازمة كورونا «كوفيد -19» وكانت تبث الرسائل والفلاشات التوعوية التي تصدر من وزارة الصحة فأصبحت عاملا مساندا للجهاز الحكومي.
الإعلام الجديد
من ناحيته، قال الاعلامي حمد قلم: نتحدث اليوم عن الاعلام الجديد ومن حسن حظي انني عملت في الاعلام التقليــدي والالكتـــروني، واكتشفت انا والفريق العامل معي ان هناك اشكالية في اخذ المعلومة فالاعلامي اصبح يحصل على المعلومة من دائرة معارفه الشخصية ولكن لا يوجد مكان يمكن للشخص عاشق الاعلام ومن يريد تطوير نفسه ان يجده على الرغم من ان الكويتيين عاشقون للاعلام منذ زمن طويل، موضحا ان الاعلامي الذي يريد تطوير نفسه يمكن الحصول على دورة «اونلاين» ولكن ليس في الكويت وانما في احدى دول الخليج التي اصبحت تهتم بعقد الدورات الاعلامية عن بعد حاليا، ولا نعلم لماذا لا تقدم تلك الدورات في الكويت على الرغم من وجود الكوادر الوطنية المتميزة.
واعرب عن امله في ان يتم في المرحلة القادمة تخصيص دورات لتطوير الاشخاص محبي الاعلام فالاعلام يتطور ولابد من مكان يحتضن الاعلاميين حتى نكون في مصاف الدول من ناحية التعليم، فالكوادر موجودة ولكن هناك نقص في المؤسسات الاعلامية.
واردف حمد قلم: الاعلام التقليدي والرقمي مكملان لبعضهما البعض، لافتا الى ان الشخص اليوم لا يأخذ معلومة من مصدرها، فالمصدر لا يريد الخروج ومواجهة الجمهور، مستغربا من توقف المؤتمرات الصحافية للوزراء والتي كانت تحدث في خلال ازمة «كورونا»، ونأمل ان يكون هناك مؤتمر صحافي اسبوعي سواء للوزير او لمسؤول في الوزارة لمعرفة آخر المستجدات والتي تعتبر فرصة للرد على كافة الاشاعات التي تنتشر في المجتمع.
وذكر ان الكويت فيها ثورة اعلامية، ولابد من ان تصدر للخارج، فهناك عقول وكوادر مجتهدة ومتطورة ولكن لا يوجد جهة حاضنة، مؤكدا ان العشوائية وغياب التخطيط جريمة تحدث الآن بحق الاعلام الكويتي.
تطور ملحوظ
بدوره، اوضح الاعلامي جاسم العبوه ان هناك تطورا ملحوظا ومشهودا لوزارة الاعلام العام الحالي، حيث شهدنا تغييرا وتطويرا في تلفزيون الكويت، واصبحت هناك برامج في التلفزيون والإذاعة مختلفة ومتنوعة، ومع هذا التطور الحالي في الاعلام الرسمي لابد من اعطاء الفرصة للوزير الحالي لاسيما وان لديه افكارا تطويرية ستساهم في تطوير الاعلام الكويتي بشكل عام في الفترة المقبلة.
وذكـــر الــعـبــــوه ان «السوشيال ميديا» تعطي مساحة اكبر من الحرية وتبــادل الآراء والافكـــار ولكن بحدود بخلاف الاعلام الرسمي الذي تحكمه الكثير من القيود والقوانين.
بيئة خلاقة
وانتقل الحديث الى مدير قناة المجلس سليمان السمحان، الذي اوضح ان الكوادر الشبابية الكويتية موجودة وبكثرة وبحاجة الى احتضان من اجل دعمها وتطويرها ونقلهم الى بيئة عمل اعلامية تخرج طاقاتهم وابداعاتهم وتستثمر مواهبهم في ظل بيئة عمل خلاقة ومشجعة، مبينا ان الاعلام الكويتي اليوم متنوع ولكن السؤال من يقود الاعلام؟ فالاعلام في الماضي كان يقود الشارع ولكن اليوم الشارع هو من يقود الاعلام وهذه كارثة.
وافاد السمحان بان الاعلام يجب عليه أن يقود الشارع عبر تسليط الضوء على الايجابيات والسلبيات، موضحا انه يلوم احيانا اعلام القطاع الخاص كونه محدودا على الرغم من ان لديه مساحة يتحرك بها على خلاف القطاع الرسمي، لافتا الى ان الاعلام الكويتي متنوع، والاعلام الحكومي بحاجة الى مساحة من الحرية ولكن لا يمكن نكران ان الاعلام الرسمي محاسب من الجمهور اكثر من الاعلام الخاص واخطاء الاعلام الحكومي والرسمي تكون محاسبتها اكبر.
وعلى صعيد متصل، اوضح السمحان ان الاعلام التقليدي والرقمي مكملان لبعضهما البعض لايصال المادة، ولكن الاعلام التقليدي هو الذي يغذي «السوشيال ميديا» بكل اشكالها، والتي فرضت نفسها على الساحة وفرضت على كل القنوات التلفزيون ان توجد لها منصات الكترونية لايصال المادة.
مــن نـاحيتـــه، قالـت الصحافية ريم الميع: لابد ان يكون الاعلام التقليدي مكملا للاعلام الالكتروني وان يكون الاعلام حرا مع تقليل القيود، فهناك قيود على الاعلاميين ونحتاج للمزيد من الحريات وتوحيد الجهود، كما ان الناشطين في «السوشيال ميديا» هم جزء من الاعلام كونهم يقدمون رسائل متنوعة.
وأوضحت الميع ان الاعلام يقود الشارع ولكن تراجع الاعلام حاليا بسبب ان الشارع يقود الاعلام من دون اي وجهة بسبب عدم وجود قيادات اعلامية واضحة وهناك مؤثرون فقط، وقد كان الاعلام دائما في الصدارة عندما كان اعلاما قائدا ولكن هذا الامر اختلف اليوم.
وافادت الميع بأن المقالة الصحافية تنشر اليوم بالجريدة المطبوعة ولكن تكون لها نسبة انتشار ومشاهدة اكبر في «السوشيال ميديا» مما يزيد من التأثير، لافتة إلى ان المقالة اليوم لو منعت من النشر يمكن نشرها عبر «السوشيال ميديا» فأصبح التأثير من خلال اتساع رقعة الاعلام أكبر.
رؤية إستراتيجية
بدوره، أوضح رئيس مركز مسارات للدراسات والبحوث طلال الكشتي انه في شهر اكتوبر الماضي كان طرفا في تقديم رؤية اعلامية استراتيجية الى مجلس الوزراء، واقترح اسم د.بشاير الصانع على اللجنة التي تم تشكيلها واوكلت لتنظيم الاعلام الجديد وصدر بقرار من مجلس الوزراء
وقال الكشتي: إن د.بشاير الصانع لم تقصر وبذلت مجهودا جبارا ومجانيا، واجتمعت مع اعضاء اللجنة واعضاء في الامانة العامة لمجلس الوزراء وقدمت دراسة ورؤية اعلامية متكاملة من 30 صفحة عالجت 18 مشكلة من خلال 28 توصية لتنظيم الفوضى الاعلامية وتم تقديم مسوح في هذه الاستراتيجية. وتم الاجتماع بحضور 3 وزراء وعدد من رؤساء الهيئات والامانة العامة لمجلس الوزراء واشادوا بهذه الاستراتيجية ولكن اين تطبيق تلك الاستراتيجية على ارض الواقع؟
وذكر الكشتي اننا نتحدث عن اعلام يمثل الدولة عمل وطني، نتكلم عن علامة وطنية اعلامية تتعلق بسمعة الدولة والامن السيبراني والوعي الاعلامي، ومع الاسف من واقع تجربة لا يتم الاستعانة بالكفاءات المحترفة في مجال الاعلام.
وتابع: اعمل في مجال الاعلام منذ 22 عاما ولكن من المخيب للامال اننا منذ 12 عاما نسمع الاستعانة بالشباب.
دعم فلسطين
وختاما، ذكر الاعلامي ومقدم البرامج أحمد العنزي: ان الاعلام الكويتي اليوم مصطف لتأييد القضية الفلسطينة وما يمارس ضدها من انتهاكات من جانب الاحتلال الاسرائيلي سواء اعلام تقليدي او الكتروني او وسائل تواصل اجتماعي، وهو مدعاة للفخر والاعتزاز بوقوف الجانب الكويتي مع الحق ونصرة القضية العربية الانسانية الاسلامية، فشكرا للمغرد الكويتي والمذيع الكويتي والاعلامي الكويـتــي والصـحـافــي الكويتي على هذه الوقفة المشرفة وتحية للمقاومة الفلسطينية ولاطفال غزة على صمودهم وتضحياتهم من اجل الدفاع عن وطنهم واحتلال اراضيهم.
وذكر العنزي ان المبادرات التي نتحدث عنها في الاعلام والمنتديات الاعلامية شبه غائبة واصبحت مجرد شعارات يرفعها البعض لاهداف خاصة ولمشاريع معينة، ولكن المبادرات الحقيقية يجب ان تكون مبادرات من الدولة تدعم العنصر الشاب المحترف المهني حتى يكون لدينا اعلام مؤثر يستخدم كسلاح كما تستخدمه اكثر الدول ليكون لها جناح اعلامي يدافع عن قضاياها.
سلاح الإعلام
وقال العنزي: اليوم الحرب اصبحت الكترونية واول سلاح يقود هذه المعارك هو سلاح الاعلام، واليوم هذا الخندق في الكويت غائب وغير موجود والذي يفترض ان يكون موجودا لاظهار جوانبها التنموية وهو غير متبنى من اي جهة.